وتقول قضيّة ولا أبا حسن تجعله نكرة ، قلت فكيف هذا وإنما أراد عليّا عليهالسلام فقال لأنه لا يجوز لك أن تعمل لا في معرفة وإنما تعملها في النكرة فاذا جعلت أبا حسن نكرة حسن لك تعمل لا وعلم المخاطب أنه قد دخل في هؤلاء المنكورين علي ، وأنه قد غيّب عنها ، فان قلت إنه لم يرد أن ينفي منكورين كلّهم في قضيّته مثل عليّ كأنه قال لا أمثال عليّ لهذه القضيّة ، ودلّ هذا الكلام على أنه ليس لها عليّ وأنه قد غيّب عنها ، وإن جعلته نكرة ورفعته كما رفعت لا براح فجائز ، ومثله قول الشاعر (وهو مزاحم العقيليّ) :
(١) فرطن فلا ردّ لما بتّ فانقضى |
|
ولكن بغوض أن يقال عديم |
وقد يجوز في الشعر رفع المعرفة لا تثنّي لا ، قال الشاعر : [طويل]
(٢) جزعا واسترجعت ثم آذنت |
|
ركائبها أن لا إلينا رجوعها |
واعلم أنك اذا فصلت بين لا والاسم بحشو لم يحسن إلا أن تعيد لا الثانية لأنه جعل جواب إذا عندك أم ذا ، ولم تجعل لا في هذا الموضع بمنزلة ليس ، وذلك لأنهم جعلوها اذا رفعت مثلها اذا نصبت لا تفصل لأنها ليست بفعل ، فمما فصل بينه وبين لا بحشو قوله عزوجل ، (لا فِيها غَوْلٌ وَلا هُمْ عَنْها يُنْزَفُونَ) ولا يجوز لا فيها أحد ، إلا ضعيفا ، ولا يحسن لا فيك خير فان تكلّمت به لم يكن إلا رفعا لأن لا لا تعمل
__________________
(٥٣٠) الشاهد فيه رفع ما بعد لا تشبيها لها بليس كما تقدم* وصف كبره وذهاب شبابه وقوته وفتوّته فيقول فرطن أي ذهبن وتقدمن فلا رد لما فات منهن ، ومعنى بت قطع ثم قال ولكن بغوض ان يقال عديم أي مبغض الى الناس لأن قيل عديم شبابه ، وبغوض تكثير بغيض ، ويروى تعوض أي تعوض من شبابك حلما مخافة أن يقال عديم شباب وحلم.
(٥٣١) الشاهد فيه ابتداء المعرفة بعد لا مفردة وإنما يبتدأ بعدها المعارف مكررة كقولهم لا زيد في الدار ولا عمرو* ووجه جوازه تشبيه لا بليس ضرورة في افراد الاسم بعدها ، وان لم تعمل فيه عملها فكأنه قال ليس الينا رجوعها* وصف أنها فارقته فبكت واسترجعت لفراقه ، ومعنى آذنت أشعرت وأعلمت ، والركائب جمع ركوبة وهي الراحلة تركب.