وقد جعلت وليس ذلك بالأكثر بمنزلة ليس ، وان جعلتها بمنزلة ليس كانت حالها كحال لا في أنها في موضع ابتداء وأنها لا تعمل في معرفة ، فمن ذلك قول سعد بن مالك : [كامل]
من صدّ عن نيرانها |
|
فأنا ابن قيس لا براح (١) |
واعلم أن المعارف لا تجرى مجرى النكرة في هذا الباب لأنّ لا لا تعمل في معرفة ابدا ، فأمّا قول الشاعر :
(٢) * لا هيثم الليلة للمطىّ*
فانه جعله نكرة كأنه قال لا هيثم من الهيثمين ، ومثل ذلك لا بصرة لكم ، وقال ابن الزّبير الأسديّ :
(٣) أرى الحاجات عند أبي خبيب |
|
نكدن ولا أمّيّة بالبلاد |
__________________
ـ التكرير ، ولو نصب على إعمالها لجاز والرفع أكثر لأنها جواب لمن قال ألك في ذا ناقة أو جمل فقيل له لا ناقة لي في هذا ولا جمل فجرى ما بعدها في الجواب مجراه في السؤال* يقول ما صرمها حتى تبرأت منه وصرمته وأعلنت بذلك ، وضرب قوله لا ناقة لى في هذا ولا جمل مثلا لبراءتها منه وقطعها له وهذا مثل سائر في هذا المعني.
(١) استشهد به على إعمال لا عمل ليس في بعض اللغات ولزومها للنكرة في الرفع كلزومها لها في النصب ، وقد تقدم البيت بعلته وتفسيره في ص ٣٩ رقم ٤١.
(٥٢٨) الشاهد فيه نصب هيثم وهو اسم علم معرفة بلا وهي لا تعمل الا في نكرة وجاز ذلك لأنه أراد لا أمثال هيثم ممن يقوم مقامه في حداء المطي فصار هذا شائعا فأدخل هيثم في جملة المنفيين وهو كقولهم قضية ولا أبا حسن يراد علي بن أبي طالب عليهالسلام ، والمعني ولا قاضي ولا فاصل مثل أبي حسن لها.
(٥٢٩) الشاهد فيه نصب امية بالتبرئة على معنى ولا أمثال أمية والقول فيه كالقول في الذي قبله* يقول هذا لعبد الله بن الزبير رحمهالله وكنيته أبو خبيب ومعنى نكدن ضقن وتعذرن والنكد ضيق العيش ، وكان ابن الزبير مبخلا فذمه ومدح بني أمية وأراد بالبلاد ما كان في طاعة ابن الزبير من خلافته ، وهذا الشاعر من أسد بن خزيمة واسم أبيه الزبير بفتح الراء وكسر الباء والزبير طي البئر وذكرت هذا لأن الناس يغيرونه فيقولون عبد الله ابن الزبير بضم الزاي وفتح الباء غلطا.