عنه غائب ، وأما قولهم أعطيكم سنّة العمرين فانما أدخلت الألف واللام على عمرين وهما نكرة فصارا معرفة بالألف واللام كما صار الصّعق معرفة بهما واختصابه كما اختص النجم بهذا الاسم وكأنهما جعلا من أمة كلّ واحد منهم عمر ثم عرّفا بالألف واللام فصارا بمنزلة الغريّين المشهورين بالكوفة وبمنزلة النّسرين إذا كنت تعنى النجمين.
[باب ما يكون الاسم فيه بمنزلة الذي في المعرفة]
إذا بنى على ما قبله وبمنزلته في الاحتياج الى الحشو ويكون نكرة بمنزلة رجل ، وذلك قولك هذا من أعرف منطلقا وهذا من لا أعرف منطلقا أي هذا الذي قد علمت أنى لا أعرفه منطلقا ، وهذا ما عندي مهينا ، وأعرف ولا أعرف وعندي حشو لهما يتّمان به فيصيران اسما كما كان الذي لا يتمّ إلا بحشوه ، وقال الخليل ان شئت جعلت من بمنزلة إنسان وجعلت ما بمنزلة شيء نكرتين ويصير منطلق صفة لمن ومهين صفة لما وزعم أنّ هذا البيت عنده مثل ذلك (وهو قول حسان الأنصاريّ) [كامل]
(١) فكفى بنا فضلا على من غيرنا |
|
حبّ النبيّ محمّد إيّانا |
ومثل ذلك قول الفرزدق : [بسيط]
(٢) إنّي وإياك إذ حلّت بأرحلنا |
|
كن بواديه بعد المحل ممطور |
وأما هذا مالدىّ عتيد فرفعه على وجهين على شيء لدىّ عتيد وعلى هذا بعلي شيخ ، وقد أدخلوا في قول من قال أنها نكرة فقالوا هل رأيتم شيئا يكون موصوفا
__________________
(٣٩٥) الشاهد فيه حمل غير على نعتالها لأنها نكرة مبهمة فوصفت بما بعدها وصفا لازما يكون لها كالصلة والتقدير على قوم غيرنا ورفع غير جائز على أن تكون من موصولة ، ويحذف الراجع عليها من الصلة والتقدير من هو غيرنا والحب مرتفع بكفي والباء في قوله بنا زائدة مؤكدة والمعنى كفانا فضلا على من غيرنا حب النبي ايانا ، وهجرته الينا.
(٣٩٦) الشاهد فيه جرى ممطور على من نعتالها والقول فيه كالقول في الذي قبله ، وقوله بواديه متصل بممطور في التقدير والمعنى كرجل مطر وهو بواديه ومحله* وصف خيالا طرقه وحل برحله ورحال أصحابه فسر به سرور المحتاج الى الغيث اذا انزل به.