وقال المرّار الاسدىّ [طويل]
(١) لقد علمت أولى المغيرة أنّني |
|
كررت فلم أنكل عن الضّرب مسمعا |
ومن قال هو الضارب الرّجل لم يقل عجبت له من الضّرب الرجل لأنّ الضارب الرجل مشبّه بالحسن الوجه لأنه وصف للاسم كما أن الحسن وصف وهو ليس بحد في الكلام ، وقد ينبغي في قياس من قال الضارب الرجل أن يقول الضارب أخي الرجل كما يقول الحسن الاخ والحسن وجه الاخ وكان الخليل يراه ، وان شئت قلت هذا ضرب عبد الله كما تقول هذا ضارب عبد الله فيما انقطع من الأفعال وتقول عجبت من ضرب اليوم زيدا كما قال* يا سارق الليلة أهل الدار* وليس مثل* لله درّ اليوم من لامها* لأنهم لم يجعلوه فعلا أو فعل شيئا في اليوم انما هو بمنزلة لله بلادك ، ويجوز عجبت له من ضرب أخيه يكون المصدر مضافا فعل أو لم يفعل ، ويكون منوّنا وليس بمنزلة ضارب.
[باب الصفة المشبّهة بالفاعل فيما عملت فيه]
ولم تقو أن تعمل عمل الفاعل لأنها ليست في معنى الفعل المضارع فانما شبّهت بالفاعل فيما عملت فيه وما تعمل فيه معلوم ، انما تعمل فيما كان من سببها معرّفا بالالف واللام أو نكرة لا تجاوز هذا ، لأنه ليس بفعل ولا اسم هو في معناه والاضافة فيه أحسن وأكثر لأنه ليس كما جرى مجرى الفعل ، ولا في معناه ، فكان هذا أحسن عندهم أن يتباعد منه في اللفظ كما أنه ليس مثله في المعني وفي قوته في الأشياء ، والتنوين عربيّ جيد ، ومع
__________________
ـ عن شبه الفعل فينصب ما بعده باضمار مصدر منكور فتقديره ضعيف النكاية نكاية أعداءه وهذا يلزمه مع تنوين المصدر لان الفعل لا ينون فقد خرج المصدر عن شبه الفعل بالتنوين فينبغى على مذهبه أن لا يعمل عمله* يهجو رجلا فيقول هو ضعيف عن أن ينكي أعداءه وجبان عن أن يثبت لقرنه ولكنه يلجأ الى الفرار ويخاله مؤخرا لاجله.
(١٧١) الشاهد فيه نصب مسمع بالضرب على نحو ما تقدم ، ويجوز أن يكون بلحقت والاول أولى لقرب الجوار ولذلك اقتصر عليه سيبويه* يقول قد علم أول من لقيت من المغيرين اني صرفتهم عن وجههم هازما لهم ولحقت عميدهم فلم أنكل عن ضربه بسيفي ، والنكول الرجوع عن القرن جبنا.