هذا انهم لو تركوا التنوين أو النون لم يكن أبدا الانكرة على حاله منوّنا ، فلما كان ترك التنوين فيه والنون لا يجاوز به معنى النون والتنوين كان تركهما أخفّ عليهم فهذا يقوى أنّ الاضافة أحسن من التفسير الاول ، فالمضاف قولك هذا حسن الوجه وهذه حسنة الوجه ، فالصفة تقع على الاسم الاول ثم توصلها الى الوجه والى كل شيء من سببه على ما ذكرت لك كما تقول هذا ضارب الرجل وهذه ضاربة الرجل الا أن الحسن في المعنى للوجه والضرب هيهنا للاول ، ومن ذلك قولهم هو أحمر بين العينين وهو جيّد وجه الدار ومما جاء منوّنا قول زهير : [بسيط]
(١) أهوى لها أسفع الخدّين مطرّق |
|
ريش القوادم لم ينصب له الشّبك |
وقال العجّاج : [رجز]
(٢) محتبك ضخم شؤون الراس
وقال أيضا النابغة : [وافر]
(٣) وتأخذ بعده بذناب عيش |
|
أجبّ الظّهر ليس له سنام |
__________________
(١٧٢) الشاهد فيه نصب الريش بمطرق تشبيها له في العمل باسم الفاعل المتعدي لانه صفة مثله جار على فعله كجريه ويلحقه من التثنية والجمع والتذكير والتأنيث ما يلحقه فعمل لذلك فيما كان من سببه الخ* وصف صقرا انقض على قطاة والسفعة سواد في خديه والاطراق والمطارقه تراكب ريشه ، والقوادم ريش مقدم الجناح ، وقوله لم تنصب له الشبك أى هو وحشى لم يصد ويذلل باليد ، وذلك أشد له وأسرع لطيرانه ومعني أهوى انقض والمعروف هوى يهوي ، وقد روى في البيت كذلك وأما أهوى فهو بمعني أو ما يقال أهوى الىّ بيده.
(١٧٣) الشاهد فيه نصب الشؤون بضخم على التشبيه بالمفعول كما تقدم* وصف بعيرا بشدة الخلق وعظم الرأس ، والمحتبك الشديد والشؤون قبائل الرأس وملتقي أجزائه واذا ضخمت ونبأت كان أشد له وأوثق وأعظم للهامة.
(١٧٤) الشاهد فيه نصب الظهر بأجب على نية التنوين ولو كان غير منون في النية لا نجر ما بعده بالاضافة وانجر هو لاضافته اليه* وصف مرض النعمان بن المنذر وانه ان هلك صار الناس بعده في اسوإ حال وأضيق عيش وتمسكوا منه بمثل ذنب بعير أجب وهو الذي لاسنام له من الهزال ، والذناب والذنابة والذنابي الذنب إلا أن المستعمل للبعير ونحوه الذنب وللطائر الذنابى وللعين ونحوها الذنابة ، والسنام حدبة البعير.