وهو في الشعر كثير ، واعلم أنّ الالف واللام في الاسم الآخر أكثر وأحسن من أن لا يكون فيه الالف واللام لانّ الاوّل في الالف واللام وغيرهما هيهنا على حالة واحدة وليس كالفاعل فكان إدخالهما أحسن وأكثر كما كان ترك التنوين أكثر وكان الالف واللام أولى لأنّ معناه حسن وجهه فكما لا يكون هذا الا معرفة اختاروا في ذلك المعرفة والاخرى عربيّة كما أنّ التنوين والنون عربي مطّرد ، فمن ذلك قوله «هو حديث عهد بالوجع» ، وقال عمرو بن شأس : [طويل]
(١) ألكنى الى قومي السّلام رسالة |
|
بآية ما كانوا ضعافا ولا عزلا |
ولا سيّئى زىّ إذا ما تلبّسوا |
|
إلى حاجة يوما مخيّسة بزلا |
وقال حميد الارقط : [رجز]
(٢) * لا حق بطن بقرا سمين*
ومما جاء منوّنا قول أبي زبيد يصف الأسد : [بسيط]
(٣) كأنّ أثواب نقّاد قدرن له |
|
يعلو بخملتها كهباء هدّابا |
__________________
(١٧٥) الشاهد في اضافة سيئى الى زى وهو نكرة على تقدير اثبات الالف واللام وحذفها للاختصار* وصف انه تغرب عن قومه بني أسد فحمل رجلا اليهم السّلام وجعل آية كونه منهم ومعرفته بهم ما وصفهم به من القوة على العدو ووفادتهم على الملك بأحسن الزي ومعنى ألكنى بلغ عني وكن رسولي وهو من الالوكة وهي الرسالة ، والآية العلامة ، والعزل الذين لا سلاح معهم واحدهم أعزل ومعني تلبسوا ركبوا وغشوا ، والمخيسة المذللة بالركوب يعني الرواحل والبزل المسنة واحدها بازل وهو جمع غريب.
(١٧٦) الشاهد فيه اضافة لا حق الى البطن مع حذف الالف واللام منه للاختصار كما تقدم* وصف فرسا بضمر البطن ثم نفي أن يكون ضمره من هزال فقال بقرا سمين واللاحق الضامر وحقيقته أن يلحق بطنه بظهره ، والقرا الظهر.
(١٧٧) الشاهد فيه نصب الهداب بقوله كهباء لما فيه من نية التنوين* وصف أسدا فيقول كأنه لابس أثواب نقاد قد أعلى خملها أي جعله من خارج ، والنقاد راعي النقد والنقد ضرب من الغنم صغار الاجسام ، ومعنى قدرن أي طبعن عليه وجعلن على قدر جسمه ، وقوله يعلو بخملتها أي يعلى خملتها والباء معاقبة للهمزة من أعلى ، والكهباء التي تضرب الى الغبرة والهداب الهدب.