تركت الناقة مع فصيلها فالفصيل مفعول معه والأب كذلك والواو لم تغيّر المعنى ولكنّها تعمل في الاسم ما قبلها ، ومثل ذلك ما زلت وزيدا حتى فعل أي ما زلت بزيد حتى فعل فهو مفعول به ، وما زلت أسير والنّيل أي مع النّيل واستوى الماء والخشبة أي بالخشبة ، وجاء البرد والطيّالسة أي مع الطيالسة ، وقال : [وافر]
(١) فكونوا أنتم وبني أبيكم |
|
مكان الكليتين من الطّحال |
وقال (كعيب بن جعيل) : [طويل]
(٢) وكان وإيّاها كحرّان لم يفق |
|
عن الماء اذ لاقاه حتّى تقدّدا |
ويدلّك على أنّ الاسم ليس على الفعل في صنعت أنّك لو قلت اقعد وأخوك كان قبيحا حتى تقول أنت لأنه قبيح أن تعطف على المرفوع المضمر فاذا قلت ما صنعت أنت ولو تركت هي فأنت بالخيار إن شئت حملت الآخر على ما حملت عليه الأوّل وإن شئت حملته على المعنى الأوّل.
[باب معنى الواو فيه كمعناها في الباب الأول]
إلّا أنّها تعطف الاسم هيهنا على ما لا يكون ما بعده إلّا رفعا على كلّ حال ، وذلك قولك أنت وشأنك وكلّ رجل وضيعته وما أنت وعبد الله وكيف أنت وقصعة من ثريد ، وما شأنك وشأن زيد ، وقال المخبّل : [كامل]
__________________
(٢٣٨) الشاهد فيه حمل وبني على اضمار فعل لما فيه من معنى وصوله اليه بتوسط مع والتقدير كونوا مع بنى أبيكم فلما حذفت مع تعدي الفعل فنصب وجعلت الواو مؤدية معنى مع* حضهم على الائتلاف والتقارب في المذهب وضرب لهم المثل بقرب الكليتين من الطحال واتصال بعضهما ببعض.
(٢٣٩) الشاهد فيه قوله واياها والمعنى فكان معها والقول فيه كالقول في الذي قبله* كان يقول غرضا اليها فلما لقيها قتله الحب سرورا بها فكان كالحران وهو الشديد العطش أمكنه الماء وهو بآخر رمق فلم يفق عنه حتى انقد ، بطنه أي انشق ، يقال قددت الاديم اذا شققته وهذا مثل.