[باب الأفعال المضارعة]
اعلم أن هذه الافعال لها حروف تعمل فيها فتنصبها ، لا تعمل في الأسماء كما أن حروف الأسماء التي تنصبها لا تعمل في الأفعال ، وهي أن وذلك قولك أريد أن تفعل ، وكي وذلك جئتك لكي تفعل ولن ، فأما الخليل فزعم أنها لا أن ولكنهم حذفوا لكثرته في كلامهم كما قالوا ويلمّه يريدون وي لأمه وكما قالوا يومئذ وجعلت بمنزلة حرف واحد كما جعلوا هلّا بمنزلة حرف واحد ، فانما هي هل ولا وأما غيره أنه ليس في لن زيادة وليست من كلمتين ولكنها بمنزلة شيء على حرفين ليست فيه زيادة وأنها في حروف النصب بمنزلة لم في حروف الجزم في أنه ليس واحد من الحرفين زائدا ولو كانت على ما يقول الخليل لما قلت أما زيدا فلن أضرب ، لأن هذا اسم والفعل صلة فكأنه قال أما زيدا فلا الضرب له.
[باب الحروف التي تضمر فيها أن]
وذلك اللام التي في قولك جئتك لتفعل وحتّى وذلك قولك تكلّم حتى أجيبك فانما انتصب هذا بأن وأن هيهنا مضمرة ولو لم تضمرها لكان الكلام محالا لأن اللام وحتّى انما تعملان في الأسماء فتجرّان وليستا من الحروف التي تضاف الى الأفعال فاذا أضمرت أن حسن الكلام لأنّ ان ويفعل بمنزلة اسم واحد كما أن الذي وصلته بمنزلة اسم واحد ، فاذا قلت هو الذي فعل فكأنك قلت هو الفاعل واذا قلت أخشى أن تفعل فكأنك قلت أخشى فعلك افلا ترى انّ تفعل بمنزلة الفعل فلما اضمرت أن كنت قد وضعت هذين الحرفين مواضعهما لأنهما لا يعملان الا في الأسماء ولا يضافان الّا اليها وأن وتفعل بمنزلة الفعل وبعض العرب يجعل كي بمنزلة حتّى وذلك انهم يقولون كيمه في الاستفهام فيعلمونها في الأسماء كما قالوا حتّامه ، وحتّى متى ولمه فمن قال كيمه فانه يضمر أن بعدها ، وأما من ادخل عليها اللام ولم يكن من كلامه كيمه فانها عنده بمنزلة أن وتدخل عليها اللام كما تدخل على أن ومن قال كيمه جعلها بمنزلة اللام.
واعلم انّ أن لا تظهر بعد حتى وكي كما لا يظهر بعد أمّا الفعل في قولك أما أنت