يكون الحلب الفعل والحلب المحلوب ، فكأنّ الوزن هيهنا اسم وكأنّ الضرب اسم كما تقول رجل رضا وامرأة عدل ويوم غم فيصير هذا الكلام صفة وقال أستقبح ان أقول هذه مائة ضرب الأمير فأجعل الضرب صفة فيكون نكرة وصفت بمعرفة ولكن أرفعه على الابتداء كأنه قيل له ما هي فقال ضرب الأمير فان قال ضرب أمير حسنت الصفة لأنّ النكرة توصف بالنكرة.
وأعلم أن جميع ما ينتصب في هذا الباب ينتصب على أنه ليس من اسم الأوّل ولا هو هو والدليل على ذلك أنك لو ابتدأت اسما لم تستطع أن تبنى عليه شيئا مما انتصب في هذا الباب ، لأنه جرى في كلام العرب أنه ليس منه ولا هو هو ولو قلت ابن عمّى دنى وعربي جد لم يجز ذلك فاذا لم يجز أن يبنى على المبتدإ فهو من الصفة أبعد لأنّ هذه الأجناس التي يضاف اليها ما هو منها ومن جوهرها ولا تكون صفة قد تبنى على المبتدإ كقولك خاتمك فضّة ، ولا يكون صفة فما انتصب في هذا الباب فهو مصدر أو غير مصدر قد جعل بمنزلة المصدر وانتصبا من وجه واحد.
وأعلم أنّ الشيء يوصف بالشيء الذي هو هو وهو من اسمه وذلك قولك هذا زيد الطويل ويكون هو هو وليس من اسمه كقولك هذا زيد ذاهبا ويوصف بالشيء الذي ليس به ولا من اسمه كقولك هذا درهم وزنا لا يكون إلا نصبا.
[باب ما ينتصب لأنه قبيح أن يوصف بما بعده ويبنى على ما قبله]
وذلك قولك هذا قائما رجل وفيها قائما رجل ، لما لم يجز أن توصف الصفة بالاسم ، وقبح أن تقول فيها قائم فتضع الصفة موضع الاسم كما قبح مررت بقائم وأتاني قائم جعلت القائم حالا وكان المبنيّ على الكلام الأوّل ما بعده ، ولو حسن أن تقول فيها قائم لجاز فيها قائم رجل لا على الصفة ولكنه كأنه لما قال فيها قائم قيل له من هو وما هو فقال رجل أو عبد الله وقد يجوز على ضعفه ، وحمل هذا النصب على جواز فيها رجل قائما وصار حين أخّر وجه الكلام فرارا من القبح ، قال ذو الرمّة :