تقول الحقّ ، وسألته عن قوله كما أنه لا يعلم ذلك فتجاوز لله عنه ، وهذا حق كما أنك هاهنا فزعم أنّ العاملة في أن الكاف وما لغو إلا ان ما لا تحذف منها كراهية ان يجيء لفظها مثل لفظ كأنّ كما الزموا النون لأفعلنّ واللام قولهم إن كان ليفعل كراهية ان يلتبس اللفظان ، ويدلك على ان الكاف هي العاملة قولهم هذا حق مثل ما أنك هاهنا ، وبعض العرب يرفع فيما حدثنا يونس وزعم انه يقول ايضا إنّه لحق مثل ما انّكم تنطقون ، فلو لا ان ما لغو لم يرتفع مثل وان نصبت مثل فما ايضا لغو لأنك تقول مثل أنك هاهنا وان جاءت ما مسقطة من الكاف في الشعر جاز كما قال النابغة الجعدي : [طويل]
(١) قروم تسامى عند باب دفاعه |
|
كان يؤخذ المرء الكريم فيقتلا |
فما لا تحذف هاهنا كما لا تحذف في إمّا في قولك [وافر]
* فان جزعا وإن إجمال صبر (٢) *
ولكنه جاز في الشعر
[باب من أبواب إنّ]
تقول قال عمرو إن زيدا خير الناس وذلك لأنك أردت أن تحكي قوله ولا يجوز أن تعمل قال في إنّ كما لا يجوز لك أن تعملها في زيد وأشباهه اذا قلت قال زيد عمرو خير
__________________
(٧١٠) الشاهد فيه حذف ما ضرورة من قوله كأن يؤخذ والتقدير عنده كما أنه يؤخذ وقد خولف في هذا التقدير وجعلت أن الناصبة للفعل ونصب يؤخذ بعدها واستدل صاحب هذا القول على ذلك بقوله فيقتلا بالنصب وجعل الكاف جارة لأن على تقدير دفاعه كأخذ المرء وقتله وكلا القولين منهما خارج والآخر منهما أقرب وأسهل وفي قول سيبويه ضرورتان اسقاط ما والنصب بالفاء في الواجب* وصف قوما اجتمعوا عند باب ملك ومححب للتخاصم وجعل دفاع من وقف اليه وحجب شديدا عليه كأخذه وقتله والقروم السادة وأصل القرم الفحل من الابل ومعنى تسامى يفخر بعضهم على بعض ويسمو بنفسه وعشيرته.
(١) استشهد على جواز حذف ما من كما كما حذفت من إما ، وقد تقدم البيت بتفسيره في ص ١٦٠ رقم ٢١٥.