فانما أراد كانت كلاب التي يقال لها خامرى أمّ عامر ، وقد زعم بعضهم أنّ رفعه على النفي كأنه قال فأبيت لا حرج ولا محروم بالمكان الذي أنابه ، وقول الخليل حكاية لما كان يتكلّم به قبل ذلك فكأنّه حكي ذلك اللفظ كما قال : [طويل]
(١) كذبتم وبيت الله لا تنكحونها |
|
بنى شاب قرناها تصرّ وتحلب |
أي بنى من يقال له ذلك ، والتفسير الآخر الذي على النفي كأنّه أسهل ، وقد يكون رفعه على أن تجعل عبد الله معطوفا على هذا كالوصف فيصير كأنه قال عبد الله منطلق وتقول هذا زيد رجل منطلق على البدل كما قال جلّ ذكره (بِالنَّاصِيَةِ ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ) فهذه أربعة أوجه في الرفع.
[باب ما يرتفع فيه الخبر لأنه مبني على مبتدإ أو ينتصب فيه الخبر لأنه حال لمعروف] «مبنيّ على مبتدإ»
فامّا الرفع فقولك هذا الرجل منطلق فالرجل صفة لهذا وهما بمنزلة اسم واحد كأنك قلت هذا منطلق ، قال النابغة الذبياني : [طويل]
(٢) توهّمت آيات لها فعرفتها |
|
لستّة أعوام وذا العام سابع |
كأنه قال وهذا سابع ، وأمّا النصب فقولك هذا الرجل منطلقا جعلت الرجل مبنيّا
__________________
ـ من الحكاية* هجا قشير بن كعب بن ربيعة وكلاب بن ربيعة بن عامر فجعل قشيرا أدعياء ملصقين بالصميم كالوشائظ ، وهي شظايا من عظام تلصق بعظام الذراع فضربها مثلا وجعل كلابا كالضبع في الحمق ، وكان كلاب بن ربيعة بن عامر ينسب الى النوك ، والضبع عند العرب من أحمق الدواب يزعمون أن الرجل اذا أراد صيدها يقول لها خامري أم عامر أي ادخلي الخمر ، وهو ما تستتر فيه وتسكن به فتدخل حجرها فتصاد ، وفتح حين لاضافتها الى غير متمكن ويجوز جرها على الأصل.
(٣٨٤) الشاهد في قوله بني شاب قرناها وحمله على الحكاية كالذي قبله ، والمعنى بني التي يقال لها شاب قرناها أي بني العجوز الراعية ، ومعنى تصر تشد الضرع لتجتمع الدرة فتحلب ، والقرن الفود من الشعر في جانب الرأس.
(٣٨٥) الشاهد فيه رفع سابع خبرا عن ذا لأن العام من صفته فكأنه قال وهذا سابع ـ