جميعا خبرا لهذا كقولك هذا حلو حامض لا تريد أن تنقض الحلاوة ولكنك تزعم أنه جمع الطّعمين ، وقال الله عزوجل (كَلَّا إِنَّها لَظى نَزَّاعَةً لِلشَّوى) وزعموا أنها في قراءة ابن مسعود وهذا بعلي شيخ ، وقال الراجز :
(١) من يك ذابت فهذا بتّى |
|
مقيّظ مصيّف مشتّى |
سمعناه ممن يروى هذا الشعر عن العرب يرفعه ، وأمّا قول الأخطل : [كامل]
(٢) ولقد أبيت من الفتاة بمنزل |
|
فأبيت لا حرج ولا محروم |
فزعم الخليل أنّ هذا ليس على إضمار أنا ، ولو جاز هذا على إضمار أنا لجاز كان عبد الله لا مسلم ولا صالح على إضمار هو ولكنه فيما زعم الخليل فأبيت بمنزلة الذي يقال له لا حرج ولا محروم ويقوّيه في ذلك قوله : [طويل]
(٣) على حين أن كانت عقيل وشائظا |
|
وكانت كلاب خامرى أمّ عامر |
__________________
(٣٨١) الشاهد فيه رفع مقيظ وما بعده على الخبر كما تقول هذا زيد منطلق ، والنصب فيه على الحال أكثر وأحسن ويجوز رفعه على البدل وعلى خبر ابتداء مضمر والبت الكساء وجعله مقيظا على السعة ، والمعنى مقيظ فيه كما قالوا نهارك صائم والمعنى يصام فيه ، يريد أنه لا شيء له الا كساؤه فهو يستعمله في كل زمان.
(٣٨٢) الشاهد في رفع حرج ومحروم وكان وجه الكلام نصبهما على الحال والخبر ، ووجه رفعهما عند الخليل الحمل على الحكاية والمعنى فأبيت كالذي يقال له لا حرج ولا محروم ، ولا يجوز رفعه حملا على مبتدا مضمر كما لا يجوز كان زيد لا قائم ولا قاعد على تقدير لا هو قائم ولا هو قاعد ، لأنه ليس موضع تبعيض وقطع فلذلك حمله على الحكاية كما قال بنى شاب قرناها ، ويجوز رفعه على الابتداء واضمار الخبر على معنى فأبيت لا حرج ولا محروم في المكان الذي أبيت فيه ثم حذف هذا لعلم السامع ، واذا نفى أن يكون في مكان مبيته حرج أو محروم فهو غير حرج وغير محروم لأنه في ذلك المكان يقول أبيت منها قريبا مكينا لا أتحرج من لذة ، ولا أحرم ارادة.
(٣٨٣) الشاهد في قوله خامري ووضعه موضع الخبر لكان على معنى الحكاية ، أي وكانت كلاب يقال لها خامري أم عامر وذكر هذا تقوية لما ذهب اليه الخليل في الباب الأول ـ