النداء فصار كأنه يرفع بما يرفع من الأفعال والابتداء ، فلمّا لحقه التنوين اضطرارا لم يغيّر رفعه كما لا يغيّر رفع ما لا ينصرف اذا كان في موضع رفع لأن مطرا وأشباهه في النداء بمنزلة ما هو في موضع رفع فكما لا ينتصب ما هو في موضع رفع لا ينتصب هذا ، وكان عيسى بن عمر يقول يا مطرا يشبّهه بقوله يا رجلا يجعله اذا نوّن وطال كالنكرة ولم نسمع عربيا يقوله وله وجه من القياس اذا نوّن وطال كالنكرة ، ويا عشرين رجلا كقوله يا ضاربا رجلا.
[باب ما يكون الاسم والصفة فيه بمنزلة اسم واحد]
ينضمّ فيه قبل الحرف المرفوع حرف وينكسر فيه قبل الحرف المجرور الذي ينضمّ قبل المرفوع وينفتح فيه قبل المنصوب ذلك الحرف ، وهو ابنم وامرؤ ، فان جررت قلت في ابنم وامرىء ، وان نصبت قلت ابنما وامرءا ، وان رفعت قلت هذا ابنم وامرؤ ، ومثل ذلك قولك يا زيد بن عمرو ، وقال الراجز (وهو من بني الحرماز)
(١) * يا حكم بن المنذر بن الجارود*
وقال العجّاج :
(٢) * يا عمر بن معمر لا منتظر*
__________________
(٤٦٢) الشاهد فيه بناء حكم على الفتح إتباعا لحركة الابن لأن النعت والمنعوت كأسم ضم الى اسم مع كثرة الاستعمال وهو مشبه في الاتباع بقولهم يا تيم تيم عدى وبقولهم ابنم وأمرؤ على ما بينه سيبويه ، والرفع في حكم أقيس لأنه اسم مفرد نعت بمضاف فقياسه أن يكون بمنزلة قولهم يا زيد ذا الجمة ونحوه* مدح أحد بني المنذر بن الجارود العبدي ابن عبد القيس بن أفصى بن دعمى وهم حى من ربيعة وحكم هذا أحد ولاة البصرة لهشام بن عبد الملك وبعده :
* سرادق المجد عليك ممدود*
وسمى جده الجارود لانه أغار على قوم فاكتسح أموالهم فشبه بالسيل الذي يجرد ما مر به.
(٤٦٣) القول فيه كالقول في الذي قبله ، وعمر هذا هو عمر بن عبيد الله بن معمر ـ