[باب ما يحذف من آخره حرفان لأنهما زيادة واحدة بمنزلة حرف واحد زائد]
وذلك قولك في عثمان يا عثم أقبل وفي مروان يا مرو أقبل وفي أسماء يا أسم أقبلى ، وقال الفرزدق :
(١) يا مرو إنّ مطيّتي محبوسة |
|
ترجو الحباء وربّها لم ييأس |
وقال آخر [رجز]
(٢) * يا نعم هل تحلف لا تدينها*
وقال ليد :
(٣) يا أسم صبرا على ما كان من حدث |
|
إن الحوادث ملقى ومنتظر |
__________________
(٥٠٤) الشاهد فيه ترخيم مروان وحذف الألف والنون لزيادتهما وكون الاسم ثلاثيا بعد حذفهما ، وأراد مروان بن الحكم ، وكان واليا على المدينة فوفد عليه مادحا له فأبطأت عليه جائزته فقال له هذا محردا مستنجدا ، والحباء العطاء وجعل الرجاء للناقة وهو يريد نفسه مجازا.
(٥٠٥) الشاهد فيه ترخيم نعمان والقول فيه كالقول في الذي قبله ومعنى تدينها تجازيها يقال دنته بما صنع أي جازيته ، ومنه المثل كما تدين تدان أي كما تفعل تجازى فسمى فعله دينا وان لم يكن جزاء لأنه سبب الجزاء فسماه باسمه.
(٥٠٦) الشاهد فيه ترخيم أسماء وحذف الألف والهمزة منها كما حذفت الألف والنون من مروان ، وأسماء عند سيبويه فعلاء لانه جعل في آخرها زيادتين زيادتا معا فحذفتا في الترخيم معا كما حذفتا في مروان معا ، ولا نعرف في الكلام اسما بهذا التأليف فتكون أسماء فعلاء منه ، والظاهر ان أسماء أفعال على انه جمع اسم فسمي به وحذفت الألف مع الهمزة التي هي لام الفعل لانها زائدة رابعة كألف عمار فحذفت مع الاصلي كما تحذف ألفه ، وان كانت أسماء فعلاء كما ذكر سيبويه فاشتقاقها من الوسامة أبدلت واوها همزة استثقالا للواو أولا كما قالوا امرأة أناة من الونى وقالوا أحد والأصل وحد لأنه من الواحد فعلى هذا يخرج قوله ، وذكر ملقيا ومنتظرا وهما خبر عن الحوادث لأنه أراد أن الحوادث منها حادث ملقى قد وقع وحادث منتظر لم يقع بعد.