عبد الله أن تقول منّا ، وكذلك لا يجوز اذا قال رأيت عبد الله أن تقول أيّا ولا تجوز الحكاية فيما بعد ايّ كما جاز فيما بعد من ، وذلك انه اذا قال رأيت عبد الله قلت أيّ عبد الله واذا قال مررت بعبد الله قلت أيّ عبد الله ، وانما جازت الحكاية بعد من في قولك من عبد الله لأن أيّا واقعة على كلّ شيء وهي للآدميّين ، ومن ايضا مسكّنة في غير بابها فكذلك يجوز أن تجعل ما بعد من في غير بابه.
[باب من اذا كنت مستفهما عن نكرة]
اعلم أنك تثنّي من اذا قلت رأيت رجلين كما تثني أيّا ، وذلك قولك رأيت رجلين فتقول منين كما تقول أيين وأتاني رجلان فتقول منان واتاني رجال فتقول منون واذا قال رأيت رجالا قلت منين كما تقول أيّين وان قال رأيت امرأة قلت منه كما تقول أيّة فان وصل قال من يافتى للواحد والاثنين والجميع وان قال رايت امرأتين قلت منتين كما قلت ايّتين إلا انّ النون مجزومة ، فان قال رايت نساء قلت منات كما قلت ايّات إلا انّ الواحد يخالف ايّا في موضع الجرّ والرفع وذلك قولك اتاني رجل فتقول منو وتقول مررت برجل فتقول مني ، وسنبيّن وجه هذه الواو والياء في غير هذا الموضع ، فأي في موضع الجرّ والرفع اذا وقفت بمنزلة زيد وعمرو ، وذلك لأن التنوين لا يلحق من في الصلة وهو يلحق ايّا فصارت بمنزلة زيد وعمرو ، وامّا من فلا ينوّن في الصلة فجاء في الوقف مخالفا ، وزعم الخليل انّ منتين ومنه ومنات ومنين ومنين كلّ هذا في الصلة مسكن النون وذلك انك تقول اذا قال رايت نساء أو رجالا او امراة او امرأتين او رجلا او رجلين من يافتى ، وزعم الخليل ان الدليل على ذلك انك تقول منوفى الوقف ثم تقول من يافتى فيصير بمنزلة قولك من قال ذاك فتقول من يافتى اذا عنيت جميعا كأنك تقول من قال ذاك اذا عنيت جماعة ، وانما فارق باب من باب أيّ أنّ أيا في الصلة يثبت فيه التنوين تقول ايّ ذا وأيّة ذه ، وزعم أنّ من العرب وقد سمعناه من بعضهم من يقول أيّون هؤلاء وأيان هذان فأيّ قد تجمع في الصلة وتثنّى وتضاف وتنوّن ومن لا يثنّى ولا يجمع في