رأيت فيقول خير كأنه قال ما رأيت خير ولم يجبه على رأيت ، ومثل ذلك قولهم في جواب كيف أصبحت فيقول صالح وفي من رأيت فيقول زيد كأنه قال أنا صالح ومن رأيت زيد والنصب في هذا الوجه لأنه الجواب على كلام المخاطب وهو أقرب الى أن تأخذ به ، وقال عزوجل (ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) وقد يجوز أن تقول اذا قلت من الذي رأيت زيدا لأن هيهنا معنى فعل فيجوز النصب هيهنا كما جاز الرفع في الأول.
[باب ما تلحقه الزيادة في الاستفهام]
اذا أنكرت أن تثبت رأيه على ما ذكر أو انكرت أن يكون رأيه على خلاف ما ذكر فالزيادة تتبع الحرف الذي هو قبلها الذي ليس بينه وبينها شيء فان كان مضموما فهي واو ، وان كان مكسورا فهي ياء وان كان مفتوحا فهي ألف ، وان كان ساكنا تحرك لئلا يسكن حرفان فيتحرك كما يتحرك في الألف واللام الساكن مكسورا ثم تكون الزيادة تابعة له ، فما تحرك من السواكن كما وصفت لك وتبعته الزيادة قول الرجل ضربت زيدا فتقول منكرا لقوله أزيدنيه ، وصارت هذه الزيادة علما لهذا المعنى كعلم النّدبة وتحرّكت النون لأنها ساكنة فلا يسكن حرفان ، فان ذكر الاسم مجرورا جررته أو منصوبا نصبته أو مرفوعا رفعته وذلك قولك اذا قال رأيت زيدا أزيدنيه واذا قال مررت بزيد أزيدنيه واذا قال هذا زيد أزيدنيه لأنك انما تسأله عما وضع كلامه عليه ، وقد يقول لك الرجل أتعرف زيدا فتقول أزيدنيه إما منكرا لرأيه ان يكون على ذلك وإما على خلاف المعرفة ، وسمعنا رجلا من أهل البادية قيل له أتخرج إن أخصبت البادية فقال أنا إنيه منكرا لرأيه ان يكون على خلاف ان يخرج ويقول قد قدم زيد فتقول أزيدنيه غير راد عليه متعجبا او منكرا عليه أن يكون رأيه على غير ان يقدم او انكرت ان يكون قدم فقلت ازيدنيه ، فان قلت مجيبا لرجل قال لقيت زيدا وعمرا قلت أزيدا وعمرنيه تجعل العلامة في منته الكلام ، الا ترى انك تقول اذا قال ضربت عمر أضربت عمراه ، وإن قال ضربت زيدا الطويل قلت أزيدا الطويلاه تجعلها في منته الكلام.