[باب ما تردّه علامة الاضمار الى أصله]
فمن ذلك قولك لعبد الله مال ثم تقول لك مال وله مال فتفتح اللام ، وذلك أنّ اللام لو فتحوها في الاضافة لا لتبست بلام الابتداء اذا قال إنّ هذا لفلان ولهذا أفضل منك ، فأرادوا أن يميّزوا بينهما فلمّا أضمروا لم يخافوا أن تلتبس بها لأنّ هذا الاضمار لا يكون للرفع ويكون للجرّ الا تراهم قالوا يا لبكر حين نادوه لأنهم قد علموا أن تلك اللام لا تدخل هيهنا ، وقد شبّهوا به قولهم أعطيتكموه في قول من قال أعطيتكم ذلك فيجزم ، ردّه بالاضمار الى أصله ، كما ردّه بالألف واللام حين قال أعطيتكم اليوم فشبّهوا هذا بله وان كان مثله لأن من كلامهم أن يشبّهوا الشيء بالشيء ، وان لم يكن مثله وقد بيّنا ذلك فيما مضى ، وستراه فيما بقي ، وزعم يونس أنه يقول أعطيتكمه وأعطيتكمها كما تقول في المظهر والأوّل أكثر وأعرف.
[باب ما يحسن أن يشرك المظهر المضمر فيما عمل فيه وما يقبح أن]
(يشرك المظهر المضمر فيما عمل فيه)
أما ما يحسن أن يشركه المظهر فهو المضمر المنصوب ، وذلك قولك رأيتك وزيدا وإنّك وزيدا منطلقان ، وأما ما يقبح أن يشركه المظهر فهو المضمر في الفعل المرفوع وذلك قولك فعلت وعبد الله وأفعل وعبد الله ، وزعم الخليل أنّ هذا انما قبح من قبل أنّ هذا الاضمار يبني عليه الفعل فاستقبحوا أن يشرك المظهر مضمرا يغيّر الفعل عن حاله اذا بعد منه وإنما حسن شركته المنصوب لأنه لا يغيّر الفعل فيه عن حاله التي كان عليها قبل أن يضمر فأشبه المظهر وصار منفصلا عندهم بمنزلة المظهر اذ كان الفعل لا يتغيّر عن حاله قبل أن تضمر فيه ، وأما فعلت فانهم قد غيّروه عن حاله في الاظهار أسكنت فيه اللام فكرهوا أن يشرك المظهر مضمرا يبني له الفعل غير بنائه في الاظهار حتى صار كأنه شيء في كلمة لا يفارقها كألف أعطيت ، فان نعّته حسن أن يشركه المظهر وذلك قولك ذهبت أنت وزيد ، وقال الله عزوجل (فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ (اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ) وذلك أنك لمّا وصفته حسن الكلام حيث