فزعم يونس أنه كان يسميها مرّة مية ومرّة مي ، ويجعل كلّ واحد من الاسمين اسما لها في النداء وفي غيره ، وعلى هذا المثال قال بعض العرب اذا رخّموا يا طلح ويا عنتر وقد يكون قولهم : يدعون عنتر بمنزلة مىّ ، لأن ناسا من العرب يسمونه عنترا في كل موضع ، ويكون أن تجعله بمنزلة ميّ بعد ما حذفت منه وقد تكون مى أيضا كذلك تجعلها بمنزلة ما ليس فيه هاء بعد ما تحذف الهاء وأما قول العرب يا فل أقبل فانهم لم يجعلوه اسما حذفوا منه شيئا يثبت في غير النداء ولكنهم بنوا الاسم على حرفين ، وجعلوه بمنزلة دم ، والدليل على ذلك أنه ليس أحد يقول يا فلا ، فان عنوا امرأة قالوا يا فلة وهذا اسم اختصّ به النداء وانما بني على حرفين لأن النداء موضع تخفيف ولم يجز في النداء لأنه جعل اسما لا يكون الا كناية لمنادى نحو يا هناه ومعناه يا رجل ، وأما فلان فانما هو كناية عن اسم سمى به المحدّث عنه خاص غالب وقد اضطرّ الشاعر فبناه على حرفين في هذا المعنى ، قال أبو النجم : [رجز]
(١) * في لجّة أمسك فلانا عن فل*
[باب اذا حذفت منه الهاء وجعلت الاسم بمنزلة ما لم تكن فيه الهاء أبدلت]
(حرفا مكان الحرف الذي يلي الهاء)
وان لم تجعله بمنزلة اسم ليس فيه الهاء لم يتغير عن حاله التي كان عليها قبل أن تحذف وذلك قولك في عرقوة وقمحدوة إن جعلت الاسم بمنزلة اسم لم تكن فيه هاء على حال يا عرقي ويا قمحدى من قبل أنه ليس في الكلام اسم آخره كذا ، وكذلك ان رخّمت رعوم وجعلته بهذه المنزلة قلت يا رعي ، وان رخّمت رجلا يسمّى قطوان فجعلته بهذه المنزلة قلت يا قطا أقبل ، وان رخمت رجلا اسمه طفاوة قلت يا طفاء أقبل من قبل أنه ليس في الكلام اسم هكذا آخره يكون حرف الاعراب يعني الواو
__________________
(٤٩٣) الشاهد فيه استعمال فل مكان فلان في غير النداء ضرورة ، وفي وضعه له هذا الموضع تقديران احدهما أن يكون أراد عن فلان فحذف النون للترخيم في غير النداء ثم حذف الألف لزيادتها والآخر أن يقول نقله محذوفا من قولهم يا فل ضرورة واللجة اختلاط الاصوات في الحرب ومعنى أمسك فلانا عن فل أي خذ هذا بدم هذا وأسر هذا بهذا.