والياء اذا كانت قبلهما ألف زائدة ساكنة لم يثبتا على حالهما ولكن تبدل الهمزة مكانهما فان لم تجعلهما حروف الاعراب فهي على حالها قبل أن تحذف الهاء ، وذلك قولك يا طفاو أقبل اذا لم ترد أن تجعله بمنزلة اسم ليست فيه الهاء.
واعلم أن ما يجعل بمنزلة اسم ليست فيه هاء أقلّ في كلام العرب ، وترك الحرف على ما كان عليه قبل أن تحذف الهاء أكثر من قبل أن حرف الاعراب في سائر الكلام غيره وهو على ذلك عربي ، وقد حملهم ذلك على أن رخّموه حيث جعلوه بمنزلة مالا هاء فيه ، قال العجاج :
(١) فقد رأى الراؤن غير البطّل |
|
أنك يا معاويا ابن الأفضل |
يريد معاوية ، وتقول في حيوة يا حيو أقبل فان رفعت الواو تركتها على حالها لأنه حرف أجرى على الاصل وجعل بمنزلة غزو ولم يكن التغيير لازما وفيه الهاء.
واعلم أنه لا يجوز أن تحذف الهاء وتجعل البقية بمنزلة اسم ليست فيه الهاء اذا لم يكن اسما خاصا غالبا من قبل أنهم لو فعلوا ذلك التبس المؤنّث بالمذكّر ، وذلك أنه لا يجوز أن تقول للمرأة يا خبيث أقبلي ، وانما جاز في الغالب لأنك لا تذكر مؤنّثا ولا تؤنث مذكّرا.
واعلم أنّ الأسماء التي ليس في أواخرها هاء أن لا يحذف منها أكثر لأنهم كرهوا أن بخّلوا بها فيحملوا عليها حذف التنوين وحذف حرف لازم للاسم لا يتغيّر في الوصل ولا يزول ، وان حذفت فحسن ، وليس الحذف لشيء من
__________________
(٤٩٤) الشاهد فيه ادخال الترخيم على الترخيم في قوله يا معاو وذلك ان الهاء قد اطرد حذفها للترخيم وكثر فكأن الاسم لم تكن فيه هاء ثم ادخل عليه حرف النداء والياء آخره فحذفها للترخيم ، وهذا من أقبح الضرورة ، ويحتمل أن تكون الياء من قوله يا ابن الأفضل ياء معاوية على قوله يا معاوى ابن الافضل فتوهمت ياء يا ابن التي في النداء وانما هي ياء معاوية ، والشعر للعجاج يمدح يزيد بن معاوية ووقع في الكتاب هكذا غلطا وجمع الباطل على بطل قياسا على أصله في الصفة لانه من بطل يبطل ، ونصب غيرا لانه في موضع وصف المصدر والتقدير لقد رأو رأيا صحيحا حقا لا باطلا.