هذه الأسماء ألزم منه لحارث ومالك وعامر ، وذلك لأنهم استعملوها كثيرا في الشعر وأكثروا التسمية بها للرجال ، قال مهلهل بن ربيعة : [كامل]
(١) يا حار لا تجهل على أشياخنا |
|
إنّا ذوو السّورات والأحلام |
وقال امرؤ القيس :
(٢) أحار ترى برقا أريك وميضه |
|
كلمع اليدين في حبيّ مكلّل. |
وقال الأنصاري : [منسرح]
* يا مال والحقّ عنده فقفوا*
وقال النابغة الذّبياني : [بسيط]
(٣) فصالحونا جميعا إن بدالكم |
|
ولا تقولوا لنا أمثالها عام |
__________________
(٤٩٥) الشاهد فيه ترخيم حارث وعلته في الترخيم غلبته لكثرة استعماله بالتسمية* يقول هذا للحرث بن عباد كغراب القائم بحرب بكر بعد قتل ابنه بجير بن الحرث وقول مهلهل له عند قتله ، بؤبشسع نعل كليب ، أي كن قودا اشسع نعله احتقارا له ، فيصف ما بينهما من المهاجاة والمسابقة ، والسورات جمع سورة وهي الحدة والخفة عند الغضب أي فينا أنفة وحدة وان كنا حلماء.
(٤٩٦) الشاهد فيه ترخيم حارث والقول فيه كالقول في الذي قبله وأراد أترى برقا فحذف حرف الاستفهام لعلم المخاطب بما أراد ، واكتفى بحرف النداء لأنه تنبيه وتحريك لمن يخاطبه كما أن حرف الاستفهام تحريك للمستفهم ، واشعارا بالمعنى المقصود من الاستخبار ، ولفظ الحرفين واحد ، والوميض اللمع وفعله اومض يومض ايماضا والوميض الاسم وشبه انتشار البرق في لمعانه بانتشار الاصابع عند مبادرة القداح في ضرب المفيض بها في الميسر ، وقوله في حبى متصل بقوله أريك وميضه أي أريك وميضه في الحبى وهو السحاب المعترض بالافق يقال حبا لك الشيء اذا عرض وارتفع ، والمكلل المتراكب.
(٤٩٧) الشاهد فيه ترخيم عامر والقول فيه كالذي تقدم* يقول هذا لبني عامر بن صعصعة وكانوا قد عرضوا على النابغة وقومه مقاطعة بني أسد ، ومحالفتهم دونهم فقال لهم صالحونا وإياهم ان شئتم ولا تعرضوا علينا مصالحتكم دونهم فانا لا نرضى بدلا بهم.