جعلوا الاسم ولا بمنزلة اسم واحد وجعلوا صفة المنصوب في هذا الموضع بمنزلته في غير المنفي ، وأما الذين قالوا لا غلام ظريف لك فانهم جعلوا الموصوف والوصف بمنزلة اسم واحد ، فاذا قلت لا غلام ظريفا عاقلا لك فأنت في الوصف الأول بالخيار ولا يكون الثاني إلا منوّنا من قبل أنه لا تكون ثلاثة أشياء منفصلة بمنزلة اسم واحد ، ومثل ذلك لا غلام فيها ظريفا اذا جعلت فيها صفة أو غير صفة ، واذا كررت الاسم فصار وصفا فأنت فيه بالخيار ان شئت نونت وان شئت لم تنوّن ، وذلك قولك لا ماء ماء باردا ولا ماء ماء باردا ، ولا يكون باردا إلا منوّنا لأنه وصف ثان.
[باب لا يكون الوصف فيه إلا منوّنا]
وذلك قولك لا رجل اليوم ظريفا ولا رجل فيها عاقلا اذا جعلت فيها خبرا أو لغوا ولا رجل فيك راغبا من قبل أنه لا يجوز لك أن تجعل الاسم والصفة بمنزلة اسم واحد ، وقد فصلت بينهما كما أنه لا يجوز أن تفصل بين عشر وخمسة في خمسة عشر ومما لا يكون الوصف فيه إلا منوّنا قوله لا ماء سماء لك باردا ولا مثله عاقلا من قبل أن المضاف لا يجعل مع غيره بمنزلة خمسة عشر ، وانما يذهب التنوين منه كما يذهب منه في غير هذا الموضع فمن ثم صار وصفه بمنزلته في غير هذا الموضع ، ألا ترى أن هذا لو لم يكن مضافا لم يكن إلا منوّنا كما يكون في غير باب النفي ، وذلك قولك لا ضاربا زيدا لك ولا حسنا وجه الأخ فيها فاذا كففت التنوين وأضفت كان بمنزلته في غير هذا الباب كما كان كذلك غير مضاف ، فلما صار التنوين انما يكفّ للاضافة جرى على الأصل فاذا قلت لا ماء ولا لبن ثم وصفت اللبن فأنت بالخيار في التنوين وتركه ، فان جعلت الصفة للماء لم يكن الوصف إلا منوّنا لأنه لا يفصل بين الشيئين اللذين يجعلان بمنزلة اسم واحد مضمرا أو مظهرا لأنهما قد صارا اسما واحدا بمنزلة زيد ويحتاجان الى الخبر مضمرا أو مظهرا ، ألا ترى أنه لو جاز تيم تيم عدى لم يستقم لك إلا أن تقول ذاهبون ، فاذا قلت لا أبالك فها هنا إضمار مكان.
[باب لا يسقط فيه النون وإن وليت لك]
وذلك قولك لا غلامين ظريفين لك ولا مسلمين صالحين لك من قبل أن الظريفين