(١) وكيف تواصل من أصبحت |
|
خلالته كأبي مرحب |
يريد كخلالة أبي مرحب.
[باب وقوع الاسماء ظروفا وتصحيح اللفظ على المعنى]
فمن ذلك قولك متى يسار عليه وهو يجعله ظرفا فيقول اليوم أو غدا أو بعد غد أو يوم الجمعة ، وتقول متى سير عليه فيقول أمس وأول من أمس ، فيكون ظرفا ، على أنه كان السّير في ساعة دون سائر ساعات اليوم أو حين دون سائر أحيان اليوم ، ويكون أيضا على أنه يكون السير في اليوم كله لأنك قد تقول سير عليه في اليوم ويسار عليه في يوم الجمعة والسّير كان فيه كلّه ، وقد تقول سير عليه اليوم فترفع وأنت تعني في بعضه كما تقول في سعة الكلام الليلة الهلال وانما الهلال في بعض الليلة ، وانما أراد الليلة ليلة الهلال ، ولكنه اتّسع وأوجز وكذلك هذا ايضا كأنه قال سير عليه سير اليوم والرفع في جميع هذا عربي كثير في جميع لغات العرب على ما ذكرت لك من سعة الكلام والايجاز يكون على كم غير ظرف وعلى متى غير ظرف ، كأنه قال أيّ الأحيان يسار عليه أو سير عليه.
ومما لا يكون العمل فيه من الظروف الامتصلا في الظرف كلّه قولك سير عليه الدّهر والليل والنهار والأبد وهذا جواب لقوله كم سير عليه اذا جعله ظرفا لانه يريد في كم سير عليه فتقول مجيبا له الليل والنهار والدهر والأبد على معنى في الليل والنهار والأبد ، ويدلّك على أنه لا يجوز أن يجعل العمل فيه في يوم دون الايام وفي ساعة دون الساعات أنك لا تقول لقيته الدهر والأبد وأنت تريد يوما منه ولا لقيته الليل وأنت تريد لقاءه في ساعة دون الساعات وكذلك النهار إلا أن تريد سير عليه الدهر أجمع والليل كلّه على التكثير ، وإن لم تجعله ظرفا فهو العربيّ الكثير في كلامهم وانما جاء هذا على جواب كم لأنه حمله على عدّة الايّام والليالي فجرى
__________________
(١٩٣) الشاهد فيه قوله كأبى مرحب والتقدير كغلالة أبى مرحب والخلالة الصداقة وهي مصدر خليل* يقول خلة هذه المرأة ووصالها لا يثبت كما لا تثبت خلة أبي مرحب هذا الرجل فلا ينبغي أن يستأنس اليها ويعتد بها وانما استطرد الى هجوه فضرب لها المثل بخلته.