أن أضربك وأن تتركه هو الضّرب والترك لأنّ أن اسم وتتركه وأضربك من صلته كما تقول يسوءني أن أضربك أي يسوءني ضربك وليس يريد أكرم علىّ من الضرب ولكن أكرم علىّ من الذي اوقع به الضرب ، وقال الجعدي : [وافر]
(١) كأنّ عذيرهم بجنوب سلىّ |
|
نعام قاق في بلد قفار |
وقال عامر بن الطّفيل : [كامل]
(٢) ولأبغينّكم قنا وعوارضا |
|
ولأقبلنّ الخيل لابة ضرغد |
انما يريد بقنا ولكنه حذف وأوصل الفعل* ومن ذلك قول ساعدة [كامل]
(٣) لدن بهزّ الكفّ يعسل متنه |
|
فيه كما عسل الطريق الثعلب |
يريد في الطريق ، ومن ذلك قولهم أكلت بلدة كذا وكذا وأكلت ارض كذا وكذا انما يريد أنه أكل من ذلك وشرب وأصاب من خيرها وهذا أكثر من أن يحصى ، ومنه قولهم هذه الظّهر أو العصر او المغرب انما يريد صلاة هذا الوقت واجتمع القيظ يريد اجتمع الناس في القيظ وقال الحطيئة : [طويل]
(٤) وشرّ المنايا ميّت وسط أهله |
|
كهلك الفتى قد أسلم الحيّ حاضره |
يريد منية ميت ، وقال الجعدي : [متقارب]
__________________
(١٨٩) الشاهد فيه حذف العذير من قوله عذير نعام واقامة النعام مقامه اختصارا وايجازا* وصف قوما انهزموا فلما أخذت فيهم السلاح ضربا وطعنا جعلوا يصيحون صياح النعام وانما شبههم بالنعام لشرودها فجعل فرارهم منهزمين كفرارها والعذير هنا الصوت وسلى موضع بعينه وجنوبه نواحيه ومعني قاق صوت ، ووصف البلد وهو اسم واحد بالقفار وهو جمع لانه اسم جنس يشتمل على فلوات ومواضع مقفرة.
(١٩٠) مر تفسيره وشرحه في ص ١٠١ رقم ١٢٦.
(١٩١) مر تفسيره وشرحه في ص ٢٥ رقم ـ ٢٠.
(١٩٢) الشاهد فيه حذف المنية من قوله منية ميت كالذي قبله* يقول شر المنايا أن يموت الانسان حتف أنفه لقي بين أهله قد أسلموه لما به ، وأراد بالحى المحتضر لانه لم يمت بعد ، وحاضره من حضر من أهله عند الموت.