وهو ضعيف في الكلام ، وقال طرفة : [طويل]
(١) لنا هضبة لا ينزل الذّلّ وسطها |
|
ويأوى اليها المستجير فيعصما |
وكان أبو عمرو يقول لا تأتنا فنشتمك ، وسمعت يونس يقول ما أتيتني فأحدّثك فيما أستقبل فقلت له ما تريد به فقال أريد أن أقول ما أتيتني فأنا أحدّثك وأكرمك فيما أستقبل وقال هذا مثل ائتنى فأنا صاحب هذا ، وسألته عن (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً) فقال هذا واجب وهو تنبيه كأنك قلت أتسمع أنزل الله من السماء ماء فكان كذا وكذا ، وإنما خالف الواجب النفى لأنك تنقض النفي اذا نصبت وتغيّر المعنى يعني أنك تنفى الحديث وتوجب الاتيان تقول ما أتيتنى قطّ فتحدّثني إلا بالشرّ فقد نقضت نفي الاتيان وزعمت أنه قد كان ، وتقول ما تأتيني فتحدّثني اذا أردت معنى فكيف تحدّثني فأنت لا تنفي الحديث ولكنك زعمت أنّ منه الحديث وإنما يحول بينك وبينه ترك الاتيان ، وتقول ائتني فأحدّثك فليس هذا من الأمر الأوّل في شيء ، واذا قلت قد كان عندنا فسوف يأتينا فيحدّثنا لم تزد على أن جئت بواجب كالأول فلم يحتاجوا الى أن لما ذكرت لك ، ولأنّ تلك المعاني لا تقع هيهنا ولو كانت الفاء والواو وأو ينصبن لأدخلت عليهن الفاء والواو للعطف ولكنها كحتّى في الاضمار والبدل فشبّهت بها لمّا كان النصب فيها الوجه لأنهم جعلوا الموضع الذي يستعملون فيه اضمار أن بعد الفاء كما جعلوه في حتى انما يضمر اذا أراد معنى الغاية وكاللام في ما كان ليفعل.
[باب الواو]
اعلم أنّ الواو ينتصب ما بعدها في غير الواجب من حيث انتصب ما بعد الفاء وأنها قد تشرك بين الأول والآخر كما تشرك الفاء وانها يستقبح فيها أن تشرك بين الأول والآخر كما استقبح ذلك في الفاء وأنها يجيء ما بعدها مرتفعا منقطعا من الأوّل كما جاء ما بعد الفاء.
__________________
(٦٢٤) الشاهد فيه نصب يعصم ، والقول فيه كالقول في الذي قبله ويروى ليعصما ولا ضرورة فيه وكنى بالهضبة عن عزة قومه ومنعتهم ، والهضبة الجبل.