هذا تفسيره كما كان ذلك في قولك إن زيدا رأيته يكن ذلك لأنه لا تبتدأ بعدها الاسماء ثم يبنى عليها ، فان قلت ان تأتني زيد يقل ذاك جاز على قول من قال زيدا ضربته وهذا موضع ابتداء ، ألا ترى أنك لو جئت بالفاء فقلت ان تأتني فأنا خير لك ، كان حسنا وان لم يحمله على ذلك رفع وجاز في الشعر كقوله : الله يشكرها ومثل الأول قول هشام المري : [طويل]
(١) فمن نحن نؤمنه يبت وهو آمن |
|
ومن لا نجره يمس منّا مفزّعا |
[باب الحروف التي لا يليها بعدها الا الفعل ولا تغيّر الفعل عن حاله]
«التي كان قبل أن يكون قبله شيء منها»
فمن تلك الحروف قد لا يفصل بينها وبين الفعل بغيره وهو جواب لقوله أفعل كما كانت ما فعل جوابا لهل فعل اذا أخبرت أنه لم يقع ، ولمّا يفعل ، وقد فعل إنما هما لقوم ينتظرون شيئا فمن ثم أشبهت قد لمّا في أنها لا يفصل بينها وبين الفعل ، ومن تلك الحروف أيضا سوف يفعل لأنها بمنزلة السين التي في قولك سيفعل ، وإنما تدخل هذه السين على الأفعال ، وإنما هي إثبات لقوله لن يفعل فأشبهتها في أن لا يفصل بينها وبين الفعل ، ومن تلك الحروف ربّما وقلّما وأشباههما ، جعلوا ربّ مع ما بمنزلة كلمة واحدة وهيّؤها ليذكر بعدها الفعل لأنه لم يكن لهم سبيل الى ربّ يقول ولا الى قلّ يقول فألحقوهما وأخلصوهما للفعل ، ومثل ذلك هلّا ولو لا وألا ألزموهنّ لا وجعلوا كلّ واحدة مع لا بمنزلة حرف واحد وأخلصوهنّ للفعل حيث دخل فيهنّ معنى التحضيض ، وقد يجوز في الشعر تقديم الاسم قال:
صددت فأطولت الصدود وقلّما |
|
وصال على طول الصدود يدوم (٢) |
__________________
(٦٩٣) الشاهد فيه تقديم الاسم على الفعل بعد من وهي للشرط ضرورة كما تقدم والعلة واحدة.
(١) تقدم شرحه في ص ٢١ رقم ١٦