(١) * عاود هراة وان معمورها خربا*
فان جزمت ففي الشعر لأنه يشبّه بلم ، وانما جاز في الفصل ولم يشبه لم لأن لم لا يقع بعدها فعل وانما جاز هذا في إن لأنها أصل الجزاء ولا تفارقه فجاز هذا كما جاز اضمار الفعل فيها حين قالوا ان خيرا فخير وان شرّا فشر ، وأما سائر حروف الجزاء فهذا فيه ضعف في الكلام لأنها ليست كإن ، فلو جاز في إن وقد جزمت كان أقوى اذ جاز فيها فعل ، ومما جاء في الشعر مجزوما في غير إن قول عدي بن زيد [العبادي] : [خفيف]
(٢) فمتى واغل ينبهم يحيّو |
|
ه وتعطف عليه كأس الساقي |
وقال [حسام] : [رمل]
(٣) صعدة نابتة في حائر |
|
أينما الريح تميّلها تمل |
ولو كان فعل كان أقوى اذ كان ذلك جائزا في إن في الكلام
واعلم أن قولهم في الشعر إن زيد يأتك يكن كذا انما ارتفع على فعل
__________________
(٦٩٠) الشاهد فيه تقديم الاسم على الفعل بعد ان وحمله على اضمار فعل لأن حرف الشرط يقتضيه مظهرا او مضمرا وجاز تقديمه مع الفعل الماضي في إن لأنها من حروف الجزاء فقويت وتصرفت في التقديم والتأخير مع انها لا تعمل في لفظ الماضي لأنه مبني فضارعت الف الاستفهام في تقديم الاسم على الفعل ولا يجوز ذلك في اخواتها الا ضرورة لأنها فروع داخلة عليها فلم تقو قوتها ، وهراة اسم ارض.
(٦٩١) الشاهد فيه تقديم الاسم على الفعل في متى مع جزمها له ضرورة وارتفاع الاسم بعدها باضمار فعل يفسره الظاهر لأن الشرط لا يكون الا بالفعل كما تقدم والواغل الداخل على الشرب ولم يدع ، ومعنى ينبهم ينزل بهم.
(٦٩٢) الشاهد في تقديم الاسم على الفعل في أينما ومعناها الشرط والقول فيه كالقول في الذي قبله* وصف امرأة شبه قدها بالصعدة وهي القناة وجعلها في حائر لأن ذلك أنعم لها واشد لتثنيها اذا اختلفت الريح والحائر القرارة من الأرض يستقر فيها السجيل فيتحير ماؤه اي يستدير ولا يجري قدما.