المعرفة ولم يرد في قوله ما يحسن بالرجل خير منك أن يثبت له شيئا بعينه ثم يعرّفه به اذا خاف التباسا.
واعلم أنّ المنصوب والمرفوع يجرى معرفتهما ونكرتهما في جميع الأشياء كالمجرور.
[باب بدل المعرفة من النكرة والمعرفة من المعرفة وقطع المعرفة من المعرفة مبتدأة]
أمّا بدل المعرفة من النكرة فقولك مررت برجل عبد الله كأنه قيل له بمن مررت أو ظنّ أنه يقال له ذلك فأبدل مكانه ما هو أعرف منه ، ومثل ذلك قوله عزوجل (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ صِراطِ اللهِ)، وإن شئت قلت ومررت برجل عبد الله كأنه قيل لك من هو أو ظننت ذلك ، ومن البدل أيضا مررت بقوم عبد الله وزيد وخالد والرفع جيّد وقال الشاعر (وهو بعض الهذليّين وهو صخر الغيّ) : [بسيط]
(١) ياميّ إن تفقدي قوما ولدتهم |
|
أو تخلسيهم فانّ الدهر خلّاس |
عمرو وعبد مناف والذي عهدت |
|
ببطن عرعر آبي الضّيم عبّاس |
والرفع فيه قويّ لأنه لم ينقض معنى كما فعل ذلك في النكرة وأما المعرفة التي تكون بدلا من المعرفة فهو كقولك مررت بعبد الله زيد إما غلطت فتداركت وإما بدالك أن تضرب عن مرورك بالأول وتجعله للآخر وإما الذي يجيء مبتدأ فقول الشاعر (وهو مهلهل) : [كامل]
__________________
(٣٣٦) الشاهد في قطع عمرو وما بعده مما قبله ، وحمله على الابتداء ولو نصب على البدل من القوم لجاز ، ومعنى تخلسيهم تستلبيهم ، والخلس أخذ الشىء سرعة أى ان أفقدك الدهر اياهم فذلك شأنه ، وأراد بعمرو عمرو بن عبد مناف بن قصى وهو هاشم بن عبد مناف وسمى هاشما لهشمة الثريد لقومه في مجاعة أصابتهم ، وأراد بالعباس العباس بن عبد المطلب رضياللهعنه ، وانما ذكرهم وقال ولدتهم لما بين هذيل وقريش من القرابة في النسب والدار لأنهم كلهم من ولد مدركة بن الياس بن مضر ، ومحل هذيل بعرفة وما يتصل بها.