(١) تحلّل وعالج ذات نفسك وانظرن |
|
أبا جعل لعلّما أنت حالم |
وقال الخليل إنّما لا تعمل فيما بعدها كما أن أرى اذا كانت لغوا لم تعمل فجعلوا هذا نظيرها من الفعل كما أن نظير إنّ من الفعل ما يعمل ، ونظير إنّما قول الشاعر (وهو المرار الفقعسىّ) [كامل]
(٢) أعلاقة أمّ الولّيد بعد ما |
|
أفنان رأسك كالثغّام المخلس |
جعل بعد ما بمنزلة حرف واحد وابتدأ ما بعدها ، واعلم أنهم يقولون إن زيد لذاهب وإن عمرو لخير منك لما خفّفها جعلها بمنزلة لكن حين خفّفها ، وألزمها اللام لئلا تلتبس بان التي هي بمنزلة ما التي ينفى بها ، ومثل ذلك (إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ) إنما هي لعليها حافظ وقال تعالى (وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ) إنما هي لجميع وما لغو ، وقال تعالى (وَإِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ (وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكاذِبِينَ) وحدّثنا من نثق به أنه سمع من العرب من يقول إن عمرا لمنطلق وأهل المدينة يقرؤن (وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمالَهُمْ) يخفّفون وينصبون ، كما قالوا كأن ثدييه حقان ، وذلك لأن الحرف بمنزلة الفعل فلما حذف من نفسه شيء لم يغير عمله كما لم يغيّر عمل لم يك ولم أبل حين حذف ، وأما أكثرهم فأدخلوها في حروف الابتداء بالحذف كما أدخلوها في حروف الابتداء حين ضمّوا اليها ما.
[باب ما يحسن عليه السكوت في هذه الأحرف الخمسة]
لاضمارك ما يكون مستقرا لها وموضعا لو أظهرته ، وليس هذا المضمر بنفس المظهر وذلك إن مالا وإن ولدا ، وإن عددا أي إنّ لهم مالا فالذي أضمرت لهم ، ويقول الرجل للرجل هل لكم أحد إنّ الناس ألب عليكم فيقول إن زيدا وإن عمرا أي إنّ لنا ، وقال الأعشي : [منسرح]
__________________
(٤١٤) الشاهد فيه الغاء لعلما لأنها جعلت مع ما من حروف الابتداء على ما بينه سيبويه* يقول هذا هازئا برجل توعده أي انك كالحالم في وعيدك لي ويمينك على مضرتي فتحلل من يمينك أي استثن وعالج ذات نفسك من ذهاب عقلك وتعاطيك ما ليس في وسعك.
(٤١٥) استشهد به هيهنا على دخول ما لتجعل بعد من حروف الابتداء كما جعلت لعل وأخواتها ، وقد تقدم البيت بتفسيره في ص ٧٦ رقم ٩٥.