(١) فما كنت ضفّاطا ولكنّ طالبا |
|
أناخ قليلا فوق ظهر سبيل |
أي ولكنّ طالبا منيخا أنا ، فالنصب أجود لأنه لو أراد إضمارا لخفّف ولجعل المضمر مبتدءا كقولك ما أنت صالحا ولكن طالح ورفعه على قوله ولكنّ زنجي ، وأما قول الأعشى :
(٢) في فتية كسيوف الهند قد علموا |
|
أن هالك كلّ من يحفى وينتعل |
فانّ هذا على إضمار الهاء لم يحذفوا لأن يكون الحذف يدخله في حروف الابتداء بمنزلة إنّ ولكنّ ولكنهم حذفوا كما حذفوا الاضمار ، وجعلوا الحذف علما لحذف الاضمار في إنّ كما فعلوا ذلك في كأنّ ، وأمّا ليتما زيدا منطلق فانّ الالغاء فيه حسن ، وقد كان رؤبة بن العجّاج ينشد هذا البيت رفعا (وهو قول النابغة الذبياني) : [بسيط]
(٣) قالت ألا ليتما هذا الحمام لنا |
|
الى حمامتنا ونصفه فقد |
فرفعه على وجهين على أن يكون بمنزلة قول من قال مثلا ما بعوضة أو يكون بمنزلة قوله إنما زيد منطلق وأما لعلمّا فهو بمنزلة كأنّما ، وقال الشاعر : (وهو سويد بن كراع العكلي) : [طويل]
__________________
(٤١١) الشاهد فيه حذف خبر لكن لعلم السامع به والتقدير ، ولكن طالبا منيخا أنا والضفاط المحدث يقال ضفطت اذا قضى حاجته من جوفه ، والضفاط أيضا المختلف على الحمر من قرية الى قرية ، ويقال للحمير الضفاطة والطالب هنا طالب الابل الضالة كأنه نزل عن راحلته لأمر فظن به النزول لحدث فنفى ذلك.
(٤١٢) الشاهد فيه تخفيف أن مع حذف الاسم والتقدير أنه هالك* وصف شربا نادمهم فشبههم بالسيوف في مضائهم وشهرتهم وذكر أنهم موقنون بالموت فلا يدخرون لذة مبادرة للموت قبل حلوله.
(٤١٣) الشاهد فيه الغاء ليتما ورفع ما بعدها ، ويجوز أن تكون معملة في ما على تقدير ليت الذي هو هذا الحمام لنا ويجوز نصب الحمام على زيادة ما والغائها* وصف ما كان من أمر الزرقاء حين نظرت الى القطا طائرة فحصلت عددها وخبرها مشهور يستغنى عن الذكر وقد تقدمت جملة منه ، ومعنى قدى حسبي يقال قدى كذا وقدنى وقطى وقطني بمعني واحد.