(١) ويوما توافينا بوجه مقسم |
|
كأن ظبية تعطو الى وارق السّلم |
وقال الآخر :
(٢) ووجه مشرق النّحر |
|
كأن ثدياه حقّان |
لأنه لا يحسن هيهنا إلا الاضمار ، وزعم الخليل أن هذا يشبه قول من قال (وهو الفرزدق) :
(٣) فلو كنت ضبّيا عرفت قرابتي |
|
ولكنّ زنّجى عظيم المشافر |
والنصب أكثر في كلام العرب ، كأنه قال ولكنّ زنجيّا عظيم المشافر لا يعرف قرابتي ولكنه أضمر هذا كما يضمر ما يبنى على الابتداء ، نحو قوله عزوجل (طاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ) أي طاعة وقول معروف أمثل ، وقال الشاعر : [طويل]
__________________
(٤٠٨) الشاهد فيه رفع ظبية على الخبر وحذف الاسم مع تخفيف كأن ، والتقدير كأنها ظبية ، ويجوز نصب الظبية بكأن تشبيها بالفعل اذا حذف وعمل نحو لم يك زيد منطلقا ، والخبر محذوف لعلم السامع والتقدير كأن ظبية تعطو هذه المرأة ، ويجوز جر الظبية على تقدير كظبية وأن زائدة مؤكدة* وصف امرأة حسنة الوجه فشبهها بظبية مخصبة والعاطية التي تتناول أطراف الشجر مرتعية والوارق المورق وفعله أورق وهو نادر ، والسلم شجر بعينه والمقسم المحسن وأصله من القسمات وهي مجارى الدموع في أعالى الوجه ، ويقال لها أيضا التناصف لأنها في منتصف الوجه اذا قسم وهي أحسن ما في الوجه وأنور فينسب اليها الحسن فيقال له القسام لظهوره هناك وتبينه.
(٤٠٩) الشاهد فيه تخفيف كأن وحذف اسمها ، والتقدير كأنه ثدياه حقان ، ويجوز كأن ثدييه على إعمال كأن مخففة كما تقدم والهاء في ثدييه عائدة على الوجه والنحر والمعنى كأن ثدبي صاحبه حقان.
(٤١٠) الشاهد فيه رفع زنجي على الخبر وحذف اسم لكن ضرورة والتقدير ولكنك زنجي ، ويجوز نصب زنجي بلكن على اضمار الخبر وهو أقيس ، والتقدير ولكن زنجيا عظيم المشافر لا يعرف قرابتي* هجا رجلا من ضبة فنفاه عنها ونسبه الى الزنج ، وأصل المشفر للبعير فاستعاره للانسان لما قصد من تشنيع الخلق ، والقرابة التي بين ضبة وبينه أنه من تميم ابن مر بن أدبن طابخة وضبة هو ابن أدبن طابخة.