(١) فلا تلحني فيها فان بحبّها |
|
أخاك مصاب القلب جمّ بلا بله |
كأنك أردت إنّ زيدا راغب وان زيدا مأخوذ ولم تذكر فيك ولا بك فألغبتا هيهنا كما ألغيتا في الابتداء ، ولو نصبت هذا لقلت إن اليوم زيدا منطلقا ولكن تقول إنّ اليوم زيدا منطلق وتلغى اليوم كما الغيته في الابتداء ، وتقول ان اليوم فيه زيد ذاهب من قبل أنّ إن عملت في اليوم فصار كقولك إنّ عمرا فيه زيد متكلم ، ويدلك على أنّ اليوم قد عملت فيه إن أنك تقول اليوم فيه زيد ذاهب فترفع بالابتداء فكذلك تنصب بأن ، وتقول إن زيدا لفيها قائما ، وان شئت ألغيت لفيها كأنك قلت إنّ زيدا لقائم فيها ، ويدلك على أنّ لفيها تلغى أنك تقول إنّ زيدا لبك مأخوذ قال الشاعر : (وهو أبو زبيد الطائي) : [بسيط]
(٢) إن امرءا خصّني عمدا مودّته |
|
على التّنائي لعندي غير مكفور |
فلما دخلت اللام فيما لا يكون إلا لغوا عرفنا أنه يجوز في فيها ويكون لغوا لأن فيها قد تكون لغوا واذا قلت إنّ زيدا فيها لقائم فليس إلا الرفع لأنّ الكلام محمول على إن واللام تدلّ على ذلك ، ولو جاز النصب هيهنا لجاز فيها زيد لقائما في الابتداء ، ومثله إنّ فيها زيدا لقائم ، وروى الخليل أن ناسا يقولون إنّ بك زيد مأخوذ فقال هذا على قوله إنّه بك زيد مأخوذ وشبّهه بما يجوز في الشعر نحو قوله (وهو ابن ضريم اليشكرىّ) : [طويل]
__________________
(٤٠٦) الشاهد فيه رفع مصاب على الخبر والغاء المجرور لأنه من صلة الخبر ومن تمامه ، ولا يكون مستقرا للاخ ولا خبرا عنه* يقول لا تلمني في حب هذه المرأة فقد أصيب قلبي بها واستولى عليه حبها فالعذل لا يصرفني عنها ، ويقال لحيت الرجل اذا لمته ولحيت العود ولحوته اذا قشرت لحاءه وأصل الأول منه ، والجم الكثير والبلابل الأحزان وشغل البال واحداها بلبال.
(٤٠٧) الشاهد فيه الغاء الظرف مع دخول لام التأكيد عليه ، والتقدير لغير مكفور عندي* مدح الوليد بن عقبة ووصف نعمة أنعمها عليه مع بعده وتنائيه عنه والمكفور هنا من كفر النعمة وجحودها وأراد خصنى بمودته فحذف وأوصل الفعل فنصب.