[باب من الفعل سمّى الفعل فيه بأسماء لم تؤخذ من أمثلة الفعل الحادث]
وموضعها من الكلام الامر والنّهى ، فمنها ما يتعدّى المأمور الى مأمور به ومنها ما لا يتعدّى المأمور ومنها ما يتعدّى المنهىّ الى منهىّ عنه ومنها مالا يتعدّى المنهىّ ، أمّا ما يتعدّى فقولك رويد زيدا فانما هو اسم أرود زيدا ، ومنها هلمّ زيدا إنما تريد هات زيدا ، ومنها قول العرب حيّهل الثّريد ، وزعم أبو الخطّاب أنّ بعض العرب يقول حيّهل الصّلاة فهذا اسم ائت الصلاة أي ائتوا الثريد وأتوا الصلاة ومنه قوله : [رجز]
(١) * تراكها من ابل تراكها*
فهذا اسم لقوله اتركها ، وقال [رجز]
* مناعها من ابل مناعها*
وهذا اسم لقوله امنعها ، وأمّا ما لا يتعدّى المأمور ولا المنهىّ الى مأمور به ولا الى منهى عنه فنحو قولك مه وصه وآه وإيه وما أشبه ذلك.
واعلم أن هذه الحروف التي هي أسماء للفعل لا تظهر فيها علامة المضمر وذلك لأنها أسماء وليست على الأمثلة التي اخذت من الفعل الحادث فيما مضى وفيما يستقبل وفي يومك ولكنّ المأمور والمنهى مضمران في النيّة وإنما كان أصل هذا في الامر والنهى وكانا أولى به لأنهما لا يكونان إلا بفعل ، فكان الموضع الذي لا يكون إلا فعلا أغلب عليه ، وهي أسماء الفعل واجريت مجرى ما فيه الألف واللام نحو النّجاء لئلا يخالف لفظ ما بعدها لفظ ما بعد الأمر والنهي ، ولم تصرّف تصرّف المصادر لأنها ليست بمصادر وإنما سمي بها الامر والنهي فعملت عملهما ولم تجاوز فهي تقوم مقام فعلمها.
__________________
(٢٠٤) الشاهد فيه وضع تراكها ومناعها موضع تركها وامنعها وهما اسمان لفعل الامر وجب لهما البناء على الكسر لأنه مبنى وكان حقهما السكون وكسرا لالتقاء الساكنين وخصا بالكسر لانهما مؤنثان والكسر يختص به المؤنث ، وبعدهما
أما ترى الموت لدى أو كارها |
|
أما ترى الموت لدى أرباعها |
أي هي محمية من أن يغار عليها فاتركها وانج بنفسك.