وأشباهها ليست هكذا إنما يصرفن الكلام أبدا الى الابتداء ، وتقول ما أنا ببخيل ولكن إن تأتنى أعطك ، جاز هذا وحسن لأنك قد تضمر هاهنا كما تضمر في إذا ألا ترى أنك تقول ما رأيتك عاقلا ولكن أحمق وإن لم تضمر تركت الجزاء كما فعلت ذلك في اذا ، قال طرفة : [طويل]
(١) ولست بحلّال التّلاع مخافة |
|
ولكن متى يسترفد القوم أرفد |
كأنه قال أنا ولا يجوز في متى أن يكون الفعل وصلا لها كما جاز في من والذي ، وسمعناهم ينشدون قول العجير السّلولي : [طويل]
(٢) وما ذاك أن كان ابن عمّي ولا أخي |
|
ولكن متى ما أملك الضرّ أنفع |
والقوافي مرفوعة كأنه قال ولكن أنفع متى ما أملك الضرّ ويكون أملك على متى في موضع جزاء وما لغو ولم تجد سبيلا الى أن يكون بمنزلة من فتوصل ولكنها كمهما ، وأما قوله عزوجل (وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ) فانما هو كقولك أما غدا فلك ذاك وحسنت إن كان لأنه لم يجز بها كما حسنت في قوله أنت ظالم إن فعلت.
[باب اذأ ألزمت فيه الأسماء التي تجازي بها حروف الجرّ لم تغيّرها عن الجزاء]
وذلك قولك على أىّ دابّة أحمل أركبه وبمن تؤخذ أوخذ به ، هذا قول يونس والخليل جميعا فحروف الجرّ لم تغيّرها عن حال الجزاء كما لم تغيرها عن حال الاستفهام ، ألا ترى أنك تقول بمن تمرّ وعلى أيّها أركب ، فلو غيرتها عن الجزاء غيّرتها عن الاستفهام ، وقال ابن همّام السّلولي :
__________________
(٦٦٧) الشاهد فيه حذف المبتدأ بعد لكن ضرورة والمجازاة بمتى بعدها والتقدير ولكن أنا متى أسترفد أرفد والرفد العطاء ، والتلاع ما انحدر من الأرض ، وهي أيضا ما ارتفع أي لا أحل تلاع الأرض وبطونها مخافة من الضيف الطارق.
(٦٦٨) الشاهد في رفع أنفع على نية التقديم والجزم بمتى على الشرط ، والتقدير ولكن أنفع متى ما أملك الضر ، وما زائدة مؤكدة* يقول اذا قدرت على الضر أخذت بالفضل فجعلت النفع بدلا منه.