ولو اضطرّ شاعر فقال أتذكر اذ إن تأتنا نأتك جاز له كما جاز في من ، وتقول أتذكر إذ نحن من يأتنا نأته فنحن فصلت بين إذ ومن كما فصل الاسم في كان بين كان ومن ، وتقول مررت به فاذا من يأتيه يعطيه ، وان شئت جزمت لأنّ الاضمار يحسن هاهنا ، ألا ترى أنك تقول مررت به فاذا أجمل الناس ومررت به فاذا أيّما رجل ، فاذا أردت الاضمار فكأنك قلت فاذا هو من يأته يعطه فاذا لم تضمر وجعلت إذا هي لمن فهي بمنزلة إذ لا يجوز فيها الجزم ، وتقول لا من يأتك تعطه ولا من يعطك تأته من قبل أن لا ليست كاذ وأشباهها وذلك لأنها لغو بمنزلة ما في قوله عزوجل (فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ)، فما بعده كشيء ليس قبله لا ، ألا تراها تدخل على المجرور فلا تغيّره عن حاله تقول مررت برجل لا قائم ولا قاعد ، وتدخل على النصب فلا تغيّره عن حاله تقول لا مرحبا ولا أهلا فلا تغيّر الشيء عن حاله التي كان عليها قبل أن تنفيه ولا تنفيه مغيّرا عن حاله يعني في الاعراب الذي كان فصار ما بعدها معها بمنزلة حرف واحد ليست فيه لا ، وإذ وأشباهها لا يقعن هذه المواقع ولا يكون الكلام بعدهن إلا مبتدء ، وقال ابن مقبل : [طويل]
(١) وقدر ككفّ القرد لا مستعيرها |
|
يعار ولا من يأتها يتدسّم |
ووقوع إن بعد لا يقوّي الجزاء فيما بعد لا وذلك قول الرجل لا إن أتيناك أعطيتنا ولا إن قعدنا عندك عرضت علينا ، ولا لغو في كلامهم ، ألا ترى أنك تقول خفت أن لا تقول ذاك ويجري مجرى خفت أن تقول ، وتقول إن لا يقل أقل فلا لغو وإذ
__________________
ـ الابطاء ، والتدابر التقاطع وأصله أن يولى كل واحد من المتقاطعين صاحبه دبره ، ويروي تداثر وهو التزاحم ، وأصله من الدثر وهو المال الكثير ، وأراد بالمقام المجلس الذي جمعهم للخصام.
(٦٦٦) الشاهد مجازاته بمن بعد لا لأنها تخالف ما النافية في أنها تكون لغوا وتقع بين الجار والمجرور فلا تغير الكلام عن حاله فلذلك دخلت على جملة الشرط فلم تغير عمله* هجا قوما فجعل قدرهم في الصغر ككف القرد وجعلها لا تعار ولا ينال من دسمها للؤمهم.