الناس فانّ لا تعمل فيها قال كما لا تعمل قال فيما تعمل فيه أنّ لأن أنّ تجعل الكلام شأنا وانت لا تقول قال الشأن متفاقما كما تقول زعم الشأن متفاقما فهذه الأشياء بعد قال حكاية مثل قوله عزوجل (وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ) وقال أيضا (قالَ اللهُ إِنِّي مُنَزِّلُها عَلَيْكُمْ) وكذلك جميع ما جاء في القرآن من ذا ، وسألت يونس عن قوله متى تقول أنه منطلق فقال اذا لم ترد الحكاية وجعلت تقول مثل تظنّ قلت متى تقول أنك ذاهب وان أردت الحكاية قلت متى تقول إنك ذاهب كما انه يجوز لك ان تحكي فتقول متى تقول زيد منطلق ، وتقول قال عمرو إنه منطلق فان جعلت الهاء عمرا أو غيره فلا تعمل قال كما لا تعمل اذا قلت قال عمرو هو منطلق فقال لم تعمل هاهنا شيئا وان كانت الهاء هي القائل كما لا تعمل شيئا اذا قلت قال وأظهرت هو فقال لا تغير الكلام عن حاله قبل أن تكون فيه قال فيما ذكرناه ، وكان عيسى يقرأ هذا الحرف فدعا ربّه إني مغلوب فانتصر أراد أن يحكى كما قال عزوجل (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ ما نَعْبُدُهُمْ) كأنه قال والله أعلم قالوا ما نعبدهم ويزعمون أنها في قراءة ابن مسعود كذا ، ومثل ذلك كثير في القرآن وتقول اول ما اقول أني احمد الله كأنك قلت أول ما أقول الحمد لله وأنّ في موضعه وان اردت الحكاية قلت اول ما اقول اني احمد الله.
[باب آخر من أبواب إنّ]
وذلك قولك قد قاله القوم حتى انّ زيدا يقوله وانطلق القوم حتى ان زيدا لمنطلق فحتّى هاهنا معلّقة لا تعمل شيئا في إنّ كما لا تعمل اذا قلت حتى زيد ذاهب فهذا موضع ابتداء وحتّى بمنزلة اذا ، ولو أردت ان تقول حتى أن في هذا الموضع كنت محيلا لأن أنّ وصلتها بمنزلة الانطلاق ، ولو قلت انطلق القوم حتى الانطلاق أو حتى الخبر كان محالا لأن أنّ تصيّر الكلام خبرا فلم يجز ذا وجاز على الابتداء ، وكذلك اذا قلت مررت فاذا إنه يقول أن زيدا خير منك وسمعت رجلا من العرب ينشد هذا البيت كما أخبرك به : [طويل]