على جواب ما هو للعدد كأنه قال سير عليه عدّة الأيام أو عدّة الليالي ، ومن ذلك مما يكون متّصلا قولك سير عليه يومين أو ثلاثة أيام لأنه عدد ألا ترى أنه لا يجوز أن تجعله ظرفا وتجعل اللقاء في أحدهما دون الآخر ، ولو قلت سير عليه يومين وأنت تعني أنّ السير كان في أحدهما لم يجز فهذا يجري على أن تجعل كم ظرفا وغير ظرف ، وأما متى فانما تريد بها أن يوقّت لك وقتا ولا تريد بها عددا فانما الجواب فيه اليوم أو يوم كذا أو شهر كذا أو سنة كذا أو الآن أو حينئذ وأشباه هذا.
ومما جرى مجرى الأبد والدهر والليل والنهار المحرّم وصفر وجمادى وسائر أسماء الشهور الى ذي الحجّة لأنهم جعلوهنّ جملة واحدة لعدّة الأيام كأنهم قالوا سير عليه الثلاثون يوما ولو قلت شهر رمضان أو شهر ذي القعدة لكان بمنزلة يوم الجمعة والبارحة والميلة ، ولصار جواب متى ، وجميع ما ذكرت لك مما يكون على متى يكون مجرى على كم ظرفا وغير ظرف ، وبعض ما يكون في كم لا يكون في متى نحو الليل والنهار والدهر ، وانما جاز أن يدخل كم على متى لان كم هو الاول فجعل الآخر تبعا له ، ولا يكون الدهر والليل والنهار الا على العدّة وجوابا لكم ، وقد يقول الرجل سير عليه الليل يعني ليل ليلته ويجري على الاصل ، كما تقول في الدهر سير عليه الدهر وإنما يعني بعض الدهر ولكنه يكثّر كما يقول الرجل جاءني أهل الدنيا وعسى أن لا يكون جاءه إلا خمسة فاستكثرهم وكذلك شهرا ربيع حين ثنّيت جاء على العدد عندهم لا يجوز أن تقول يضرب شهرى ربيع ، وأنت تريد في أحدهما كما لا يجوز لك في اليومين وأشباههما ، فليس لك في هذه الاشياء الا أن تجريها على ما أجروها ، ولا يجوز لك أن تريد بالحرف غير ما أرادوا ، وتقول ذهب زيد الشتاء وانطلقت الصّيف سمعنا العرب الفصحاء يقولون انطلقت الصيف أجروه على جواب متى لأنه أراد أن يقول في ذلك الوقت ولم يرد العدد وجواب كم ، قال ابن الرقاع (وهو عدي العاملي) : [خفيف]
(١) فقصرن الشتاء بعد عليه |
|
وهو للذّود أن يقسّمن جار |
__________________
(١٩٤) الشاهد فيه نصب الشتاء على الظرف جوا بالمافيه من التوقيت لانه زمان بعينه أوجوا بالكم لما فيه من الكمية المعلومة لانه فصل يقتضى ربع العام* وصف نوقا قصرت البانها ـ