فهذا يكون على متى ويكون على كم ظرفين وغير ظرفين.
واعلم أنّ الظروف من الأماكن كالظروف من الليالي والايام في الاختصار وسعة الكلام فمن ذلك أن تقول كم سير عليه من الأرض فيقول فرسخان او ميلان أو بريدان كما قلت يومان ، وكذلك لو قال كم صيد عليه من الأرض يجري على هذا المجرى وإن شئت نصبت وجعلت كم ظرفا كما فعلت ذلك في اليومين فلا يكون ظرفا وغير ظرف إلا على كم لانه عدد كما كان ذلك في اليومين ونظير متى من الأماكن أين فلا يكون أين إلا للأماكن كما لا يكون متى إلا لليّالي والأيام ، فان قلت أين سير عليه ، قلت سير عليه مكان كذا وكذا ، وسير عليه المكان الذي تعلم فهو بمنزلة قولك يوم كذا وكذا واليوم الذي تعلم ، فأجركم في الأماكن مجراها في الليالي والايام ، وأجر أين في الأماكن مجرى متى في الأيام ويقال أين سير عليه فتقول خلف دارك وفوق دارك فان لم تجعله ظرفا وجعلته على سعة الكلام رفعته على أن كم غير ظرف وعلى أن أين غير ظرف كما فعلت ذلك في متى وتقول سير عليه ليل طويل وسير عليه نهار طويل ، وان لم تذكر الصفة وأردت هذا المعنى رفعت إلا أن الصفة تبين بها معنى الرفع وتوضحه ، وان شئت نصبت على نصب الليل والنهار ورمضان ، نقول سير عليه يوم فترفعه على حد قولك يومان وتنصبه عليه ، وان شئت قلت سير عليه يوما أتانا فيه فلان كأنه قال متى سير عليه فيقول يوما كنت فيه عندنا ، فهذا يحسن فيه على متى ويصير بمنزلة يوم كذا وكذا لأنك قد وقّته وعرّفته بشيء ، وتقول سير عليه عدوة يافتى وبكرة فترفع على مثل ما رفعت ما ذكرنا ، والنصب في ذلك على الظرف لأنك قد تجريه وان لم ينصرف مجرى يوم الجمعة ، تقول موعدك غدوة أو بكرة فترفع على مثل ما رفعت ما ذكرنا والنصب فيه على ذلك وتقول ما لقيته مذ غدوة أو بكرة وكذلك غداة أمس وصباح يوم الجمعة والعشيّة وعشيّة يوم الجمعة ومساء ليلة الجمعة ، وتقول سير عليه حينئذ ويومئذ والنصب على ما ذكرت لك ، وكذلك نصف النهار لأنك قد تقول بعد نصف النهار وموعدك نصف النهار وكذلك سواء النهار لأنك
__________________
ـ على فرسه لعتقه وكرمه وحمايته لها ومنعه من أن يغار عليها فتقسم وخص فصل الشتاء لانه أشد الزمان عندهم والجار هنا المجير المانع ، تقول العرب انا جارك منه أى مجيرك.