تقول هذا سواء النهار اذا أردت وسطه كما تقول هذا نصف النهار وأما سراة اليوم فبمنزلة أوّل اليوم وتقول سير عليه ضحوة من الضّحوات اذا لم تعن ضحوة يومك لأنها بمنزلة قولك ساعة من السّاعات ، وكذلك قولك سير عليه عتمة من الليل لأنك تقول أتانا بعد ما ذهبت عتمة من الليل وتقول قد مضي لذلك ضحوة وضحوة والنصب فيه وجهه على ما مضى ، وتقول في الاماكن سير عليه ذات اليمين وذات الشّمال لأنك تقول داره ذات اليمين وذات الشمال والنصب على ما ذكرت لك ، وتقول سير عليه أيمن وأشمل وسير عليه اليمين والشّمال لأنه يتمكّن تقول على اليمين وعلى الشمال ودارك اليمين ودارك الشمال ، قال أبو النجم : [رجز]
(١) يأتى لها من أيمن وأشمل
وان شئت جعلته ظرفا ، كما قال عمرو بن كلثوم : [وافر]
(٢) وكان الكأس مجراها اليمينا
ومثل ذات اليمين وذات الشمال شرقيّ الدار وغربيّ الدار تجعله ظرفا وغير ظرف قال جرير : [بسيط]
__________________
(١٩٥) الشاهد فيه قوله من أيمن وأشمل واخراجهما من ان يكونا ظرفا لدخول من عليهما* وصف ظليما ونعامة فيقول كلما أسرعت الى ادحبها وهو مبيضها عرض لها يمينا وشمالا مزعجا لها ، ويروى يبرى لها أي يعرض.
(١٩٦) الشاهد فيه نصب اليمين على الظرف وكونه في موضع الخبر عن المجرى ، والتقدير وكان الكأس جريها على ذات اليمين ، ويجوز أن يكون مجراها بدلا من الكأس ، وقوله اليمين خبرا عنه على أن يجعلها هي المجرى على السعة ، وصدر البيت :
* صددت الكأس عنا ام عمرو*
ويروى هذا البيت لعمرو بن عدى ابن أخت جذيمة الابرش وأم عمرو جارية للفتيين اللذين وفدابه على خاله جذيمة وهما مالك وعقيل وكانت اذا سقت صاحبيها تصد الكاس عن عمرو هذا فقال لها البيت والخبر طويل مشهور.