وهذا قول الخليل ويونس ، وأمّا قولهم عساك فالكاف منصوبة ، قال (رؤبة) :
(١) * يا أبتا علّك أو عساكا*
والدليل على أنها منصوبة أنك اذا عنيت نفسك كانت علامتك ني ، قال عمران بن حطان :
(٢) ولي نفس أقول لها اذا ما |
|
تنازعني لعلّي أو عساني |
فلو كانت الكاف مجرورة لقال عساي ولكنهم جعلوها بمنزلة لعلّ في هذا الموضع فهذان الحرفان لهما في الاضمار هذه الحال كما كان للدن حال مع غدوة ليست مع غيرها وكما أنّ لات إن لم تعملها في الأحيان لم تعمل فيما سواها فهي معها بمنزلة ليس فإذا جاوزتها فليس لها عمل ، ولا يستقيم أن تقول وافق الرفع الجرّ في لو لاي كما وافق النصب الجرّ حين قلت معك وضربك لأنك اذا أضفت الى نفسك اختلفا وكان الجرّ مفارقا للنصب في غير الأسماء ، ولا تقول وافق الرفع النصب في عساني كما وافق النصب الجرّ في ضربك ومعك لأنهما مختلفان اذا أضفت الى نفسك كما ذكرت لك ، وزعم ناس أنّ الياء في لو لاي وعساني في موضع رفع جعلوا لو لاي موافقة للجرّونى موافقة للنصب كما اتّفق الجرّ والنصب في الهاء والكاف ، وهذا وجه رديء لما ذكرت لك ولأنك لا ينبغي لك أن تكسر الباب وهو مطّرد تجد له وجها ، وقد يوجّه الشيء على الشيء البعيد اذا لم يوجد غيره ، وربّما وقع ذلك في كلامهم وقد بيّن بعض ذلك وستراه فيما تستقبل إن شاء الله.
__________________
(٥٨٤) الشاهد فيه وضع ضمير النصب بعد عسى موضع ضمير الرفع تشبيها بلعل لأنها في معناها وكان المبرد يرد هذا ويزعم أن الضمير في موضع خبرها المنصوب على حد قولهم* عسى الغوير أبؤسا* ويجعل ضمير الرفع مستكنا فيها ومذهب سيبويه أولى لاطراد وقوع الضمير بعدها على هذا الحال ، لأن قولهم عسى الغوير أبؤسا لم يسمع الا في هذا وهو كالمثل.
(٥٨٥) الشاهد في اتصال ضمير النصب بعسى على ما تقدم ودخول النون على الياء في عساني دليل على أن الكاف في عساك في موضع نصب لا جر لأن النون والياء علامة المنصوب يقول اذا نازعتني نفسي في أمر الدنيا خالفتها وقلت لعلى أتورط فيها فأكف عما تدعوني اليه منها.