(١) وتحت العوالي في القنا مستظلة |
|
ظباء أعارتها العيون الجآذر |
وقال الآخر :
(٢) وبالجسم منّى بيّنا لو علمته |
|
شحوب وإن تستشهدى العين تشهد |
وقال كثيّر :
(٣) لعزّة موحشا طلل
وهذا كلام أكثره يكون في الشعر وأقلّ ما يكون في الكلام.
وأعلم أنه لا يقال قائما فيها رجل فان قال قائل أجعله بمنزلة راكبا مرّ زيد وراكبا مرّ الرجل فيل له فانّه مثله في القياس لأنّ فيها بمنزلة مرّ ولكنهم كرهوا ذلك فيما لم يكن من الفعل لأن فيها وأخواتها لا يتصرّفن تصرّف الفعل وليس بفعل ولكنهن أنزلن منزلة ما يستغنى به الاسم من الفعل فأجره كما أجرته العرب واستحسنت ، ومن ثم صار
__________________
(٤٠٣) الشاهد فيه نصب مستظلة على الحال لأنها صفة للظباء مقدمة عليها فلم يمكن أن تجري نعتا لها لأن النعت لا يتقدم المنعوت والنصب فيها لو تأخرت بعد الموصوف جائز على قبح فلما تقدم صار لازما لأن الحال تتقدم تقدم المفعول والنعت لا يجوز ذلك فيه لأنه كالصلة من الموصول* وصف نساء سبين فصرن تحت عوالي الرماح وفي قبضتها ، وعواليها صدورها ، وشبههن بالظباء في طول الأعناق وانطواء الكشوح وشبه عيونهن بعيون الجآذر ، وهي أولاد البقر الوحشية واحدها جؤذر وجوذر والقنا الرماح ، وقوله في القنا توكيد وحشو لأن العوالي قد علم أنها في القنا ومنها.
(٤٠٤) الشاهد فيه تقديم بين على شحوب ونصبه على الحال كما تقدم* يقول شحوبي وتغير جسمي لما أقاسيه من الوجد بك بين ظاهر ، فان نظرت الي واستشهدت عينك على ما أدعيه عندك تبينت ذلك تبين الحق بالشاهد.
(٤٠٥) الشاهد فيه تقديم موحش على الطلل ونصبه على الحال كما تقدم ويروى لعزة وتمام البيت : * يلوح كأنه خلل* أي تلوح آثاره وتتبين تبين الوشي في خلل السيوف ، وهي أغشية الاغماد واحدتها خلة.