وقال أيضا : [بسيط]
(١) هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة |
|
محطوطة جدلت شنباء أنيابا |
وقال عدىّ بن زيد : [مديد]
(٢) من حبيب أو أخى ثقة |
|
أو عدوّ شاحط دارا |
وقد جاء في الشعر حسنة وجهها ، شبّهوه بحسنة الوجه وذلك ردىء لانه بالهاء معرفة كما كان بالالف واللام وهو من سبب الاوّل كما أنه من سببه بالالف واللام ، قال الشمّاخ : [طويل]
(٣) أمن دمنتين عرّس الرّكب فيهما |
|
بحقل الرّخامى قد عفا طللاهما |
أقامت على ربعيهما جارتا صفا |
|
كميتا الاعالى جونتا مصطلاهما |
__________________
(١٧٨) الشاهد فيه نصب الانياب بشنباء لما فيه من نية التنوين كما تقدم* وصف امرأة بهيف الخصر وهو ضمره وعظم العجيزة وشنب الثغر وهو بريقه وبرده فيقول اذا أقبلت رأيت لها خصرا هيفا وإذا أدبرت نظرت الى عجيزة مشرفة والمحطوطة الملساء الظهر والمحط خشبة تدلك بها الجلود فيريد أنها غير متغضنة الجلد من كبر ولا ترهل ، ومعني جدلت ألطف خلقها وأحكم كالجديل وهو زمام من أدم.
(١٧٩) الشاهد في نصب دار بشاحط تشبيها بالمفعول به كما تقدم والشاحط البعيد* وصف أن الدهر يعم بنوائبه الصديق والعدو والقريب والبعيد وقوله أو أخى ثقة أي من صديق أو حميم يوثق به في الشدة.
(١٨٠) الشاهد في قوله جونتا مصطلاهما فجونتا بمنزلة حسنتا ومصطلاهما بمنزلة وجوههما ، والضمير الذي في مصطلاهما يعود على قوله جارتا صفا وهما الاثفيتان ، والصفا الجبل وهو الثالث اليها ، وقوله كميتا الاعالي يعني أن الاعالي من الاثفيتين لم يسود لبعدها عن مباشرة النار فهي على لون الجبل وجونتا مصطلاهما يعني مسودتي المصطلى وهو موضع الوقود منهما ، وأنكر بعض النحويين هذا على سيبويه وجعل أن الضمير من مصطلاهما عائد على الاعالي لا على الجارتين فكأنه قال كميتا الاعالي جونتا مصطلى الاعالي كما تقول حسنتا الغلام جميلتا وجهه أي وجه الغلام وهذا جائز باجماع وجعل الضمير في مصطلاهما وهو مثني عائدا على الاعالي وهي جمع ـ