واعلم أنه ليس في العربية مضاف يدخل عليه الألف واللام غير المضاف الى المعرفة في هذا الباب وذلك قولك الحسن الوجه أدخلوا الالف واللام على حسن الوجه لانه مضاف الى معرفة لا يكون به معرفة أبدا فاحتاج الى ذلك حيث منع ما يكون في مثله البتّة ولا يجاوز به معنى التنوين فأما النكرة فلا يكون فيها الا الحسن وجها تكون الالف واللام بدلا من التنوين لأنك لو قلت حديث عهدا أو كريم أب لم تخلل بالاول في شيء فتحتمل له الألف واللام لانه على ما ينبغي أن يكون عليه ، قال رؤبة : [رجز]
(١) * الحزن بابا والعقور كلبا*
وزعم أبو الخطّاب أنه سمع قوما من العرب ينشدون قول الحرث بن ظالم المرى : [وافر]
(٢) فما قومي بثعلبة بن سعد |
|
ولا بفزارة الشّعرى رقابا |
__________________
ـ لانها في معني الاعليين فرده على المعني ، والصحيح قول سيبويه لأن الشاعر لم يرد أن يقسم الاعالي فيجعل بعضها كميتا وبعضها جونا مسودا وانما قسم الاثفيتين فجعل أعلاهما كميتا لبعده عن النار وأسفلهما جونا لمباشرته النار ، وقد بينت صحة مذهبه واختلال مذهب من خالفه في كتاب النكت* وصف دمنتي دارين خلتا من أهلهما والربع موضع النزول منهما ، والدمنة ما غير الحى من فنائها بالرماد والدمن وهو البعر ونحو ذلك ، وحقل الرخامى موضع بعينه ، والطلل ما شخص من علامات الديار وأشرف كالأثفية والوتد ونحوهما ، وان لم يكن له شخص كاثر الرماد وملاعب الغلمان فهو رسم ، ومعني عفا درس وتغير وجعل الاثفيتين جارتي الصفا لاتصالهما به ومجاورتهما له ، والجونة السوداء وهي أيضا البيضاء في غير هذا الموضع.
(١٨١) الشاهد فيه نصب باب وكلب على قولك الحسن وجها* وصف رجلا بغلظ الحجاب ومنع الضيف فجعل بابه حزنا وثيقا لا يستطيع فتحه وكلبه عقورا لمن حل بفنائه طالبا لمعروفه.
(١٨٢) الشاهد فيه نصب الرقاب بالشعر على حد قولك الحسن وجها ويجوز فيه الشعر الرقابا على ما أنشده بعد وهو كقولك الحسن الوجه بالنصب على الشبه بالمفعول به* وصف ما كان من انتقاله عن بني ذبيان ولحاقة بقريش وانهائه اليهم حين عدا على بعض سادات العرب ـ