فانما أدخلت الألف واللام في الحسن ثم أعملته كما قال الضارب زيدا وعلى هذا الوجه تقول هو الحسن الوجه وهي عربية جيدة قال الشاعر : [وافر]
فما قومي بثعلبة بن سعد |
|
ولا بفزارة الشّعر الرقابا |
وقد يجوز في هذا أن تقول هو الحسن الوجه على قوله هو الضارب الرجل فالجر في هذا الباب من وجهين من الباب الذي هو له وهو الاضافة ومن إعمال الفعل ، ثم يستخفّ فيضاف ، واذا ثنّيت أو جمعت فأثبتّ النون فليس الا النصب ، وذلك قولهم هم الطيبون الاخبار وهما الحسنان الوجوه ، ومن ذلك قوله تعالى (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالاً).
وقالت خرنق من بني قيس (بنت عفان) : [كامل]
(١) لا يبعدن قومي الذين هم |
|
سمّ العداة وآفة الجزر |
النّازلون بكلّ معترك |
|
والطّيبون معاقد الأزر |
فان كففت النون جررت كان المعمول فيه نكرة أو فيه الألف واللام كما قلت هم الضاربو زيد وذلك قولهم هم الطيّبوا أخبار وان شئت نصبت على قوله الحافظو عورة
__________________
ـ وهو خالد بن حفص بن كلاب في بعض جوار ملوك لخم فقتله غيلة في خبر طويل اختصرته فيقول منتفيا من قبائل ذبيان ، وفزارة بن ذبيان ، والحرث بن يربوع بن غيظ بن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان فوصف فزارة بالغمم وهو كثرة شعر القفا ومقدم الرأس لأنه عندهم مما يتشاءم به ويذم والمحمود عندهم النزع وهو انحسار الشعر عن مقدم الرأس والشعرى مؤنث الاشعر وهو منه كالكبرى من الأكبر وأنثه لتأنيث القبيلة والشعر جمع أشعر فجمع لانه جعل كل واحد منها أشعر فجمع على المعنى.
(١٨٣) الشاهد فيه نصب معاقد الازر بقولها الطيبون تشبيها بالمفعول به لانه معرفة باضافته الى الازر فهو كقولك الحسنون أوجه الاخ* وصفت قومها بالظهور على العدو ونحر الجزور للأضياف والملازمة للحرب والعفة عن الفواحش فجعلت قومها سمالأ عدائهم يقضي عليهم وآفة للجزر لكثرة ما ينحرون منها والمعترك موضع ازدحام الناس في الحرب ، ويقال فلان طيب معقد الازار اذا كان عفيفا لا يحله لفاحشة.