من شيء والمعنى فيهما واحد وبناؤهما مختلف فيكون أحد البناءين مختصا به شيء دون شيء ليفرقوا بينهما ، فكذلك هذه النجوم اختصّت بهذه الأبنية ، وكلّ شيء جاء قد لزمه الألف واللام فهو بهذه المنزلة ، فان كان عربيا نعرفه ولا نعرف الذي اشتق منه فانما ذاك لأنا جهلنا ما علم غيرنا أو يكون الآخر لم يصل اليه علم وصل الى الأول المسمّى ، وبمنزلة هذه النجوم الأربعاء والثّلاثاء انما يريد الرابع والثالث وكلّها أخبارها كأخبار زيد وعمرو ، فان قلت هذان زيدان منطلقان وهذان عمران منطلقان لم يكن هذا الكلام إلا نكرة من قبل أنك جعلته من أمة كلّ رجل منها زيد وعمرو وليس واحد منها أولى به من الآخر ، وعلى هذا الحدّ تقول هذا زيد منطق ، ألا ترى أنك تقول هذا زيد من الزيدين أي هذا واحد من الزيدين فصار كقولك هذا رجل من الرجال ، وتقول هؤلاء عرفات حسنة وهذان أبانان بيّين ، وإنما فرقوا بين أبانين وعرفات وبين زيدين وزيدين من قبل أنهم لم يجعلوا التثنية والجمع علما لرجلين ولا لرجال بأعيانهم وجعلوا الاسم الواحد علما لشيء بعينه كأنهم قالوا اذا قلنا ائت بزيد فقد قلنا هات هذا الشخص الذي نشير لك اليه ، ولم يقولوا اذا قلنا جاء زيدان فانما نعني شخصين بأعيانهما قد عرفا قبل ذلك وأثبتا ولكنهم قالوا اذا قلنا قد جاء زيد بن فلان فزيد بن فلان فانما نعني شيئين بأعيانهما فهكذا تقول اذا أردت أن تخبر عن معروفين ، واذا قالوا هذان أبانان وهؤلاء عرفات فانما أرادوا شيئا أو شيئين بأعيانهما اللذين نشير لك اليهما ، وكأنهم قالوا اذا قلنا ائت أبانين فانما نعنى هذين الجبلين بأعيانهما اللذين نشير لك اليهما ، ألا ترى أنهم لم يقولوا امرر بأبان كذا وأبان كذا لم يفرقوا بينهما لأنهم جعلوا أبانين اسما لهما يعرفان به بأعيانهما وليس هذا في الأناسيّ ولا في الدواب انما يكون هذا في الأماكن والجبال وما أشبه ذلك من قبل أن الأماكن والجبال أشياء لا تزول فيصير كلّ واحد من الجبلين داخلا عندهم في مثل ما دخل فيه صاحبه من الحال في الثبات والخصب والقحط ، ولا يشار الى واحد منهما بتعريف دون الآخر فصارا كالواحد الذي لا يزايله منه شيء حيث كان من الأناسى والدوابّ ، او لانسانان والدابتان لا يثبتان أبدا بأنهما يزولان ويتصرفان ويشار الى أحدهما والآخر