لا يسكت عليه فقيل لهم نعم يا أيّها الرجل الرجل ، وصف لقوله يا أيّها ولا يجوز أن يسكت على يا أيّها ، فربّ اسم لا يحسن عليه عندهم السكوت حتى يصفوه وحتى يصير وصفه عندهم كأنه به يتمّ الاسم لأنهم إنما جاؤوا بيا أيّها ليصلوا إلى نداء الذي فيه الألف واللام فلذلك جيء به وكذلك من وما إنما يذكران لحشوهما ولوصفهما ولم يرد بهما خلوين شيء فلزمه الوصف كما لزمه الحشو ، وليس لهما بغير حشو ولا وصف معنى ، فمن ثم كان الوصف والحشو واحدا فالوصف كقولك مررت بمن صالح فصالح وان وصف ، أردت الحشو قلت مررت بمن صالح فيصير صالح خبر الشيء مضمر كأنك قلت مررت بمن هو صالح والحشو لا يكون أبدا لمن وما إلا وهما معرفة ، وذلك من قبل أنّ الحشو إذا صار فيهما أشبهتا الذي فكما أن الذي لا يكون إلا معرفة لا يكون ما ومن إذا كان الذي بعدهما حشوا وهو الصّلة إلا معرفة وتقول هذا من أعرف منطلق فتجعل أعرف صفة ، وتقول هذا من أعرف منطلقا تجعل أعرف صلة ، وقد يجوز منطلق على قولك هذا عبد الله منطلق ، ومثل ذلك الجمّاء الغفير فالغفير وصف لازم ، وهو توكيد لأنّ الجمّاء الغفير مثل ، فلزم الغفير كما لزم ما في قولك إنك ما وخيرا.
واعلم أن كفى بنا فصلا على من غيرنا أجود ، وفيه ضعف إلا أن يكون فيه هو لأن هو من بعض الصلة وهو نحو مررت بأيّهم أفضل ، وكما قرأ بعض الناس هذه الآية تماما على الذي أحسن.
واعلم أنه قبيح أن تقول هذا من منطلق إذا جعلت المنطلق حشوا أو وصفا ، فان أطلت الكلام فقلت من خير منك حسن في الوصف والحشو ، زعم الخليل أنه سمع من العرب رجلا يقول ما أنا بالذي قاتل لك سوأ ، وما أنا بالذي قائل لك قبيحا فالوصف بمنزلة الحشو المحشوّ لأنه يحسن بما بعده كما أن الحشو المحشوّ إنما يتمّ بما بعده ، ويقوّي أيضا أن من نكرة ، قول عمرو بن قيئة اليشكري. [سريع]