(١) إني وأسطار سطرن سطرا |
|
لقائل يا نصر نصرا نصرا |
وأما قول رؤبة فعلى أنه جعل نصرا عطف البيان ونصبه كأنه على قوله يا زيد زيدا ، وأما قول أبى عمرو فكأنه استأنف النداء ، وتفسير يا زيد زيد الطويل كتفسير يا زيد الطويل فصار وصف المفرد اذا كان مفردا بمنزلته لو كان منادى وخالف وصف أمس لأن الرفع قد اطرّد في كلّ مفرد في النداء ، وبعضهم ينشد «يا نصر نصر نصرا» وتقول يا زيد وعمرو ليس الا أنهما قد اشتركا في النداء في قوله يا ، وكذلك يا زيد وعبد الله ويا زيد لا عمرو ، ويا زيد او عمرو ، لأن هذه الحروف تدخل الرفع في الآخر كما دخل في الأول وليس ما بعدها بصفة ، ولكنه على يا ، وقال الخليل من قال يا زيد والنّضر فنصب فانما نصب لأن هذا كان من المواضع التي يردّ فيها الشيء الى أصله ، فأما العرب فأكثر ما رأيناهم يقولون يا زيد والنضر ، وقرأ الأعرج (يا جبال أوّبي معه والطّير) فرفع ، ويقولون يا عمرو والحارث ، وقال الخليل هو القياس كأنه قال ويا حارث ولو حمل الحارث على يا كان غير جائز البتة نصب أو رفع من قبل أنك لا تنادي اسما فيه الألف واللام بيا ولكنك أشركت بين النضر والأول في يا ولم تجعلها خاصة للنضر كقولك ما مررت بزيد وعمرو ، ولو أردت عملين لقلت ما مررت بزيد ولا مررت بعمرو ، قال الخليل ينبغي لمن قال النّضر فنصب ، لأنه لا يجوز يا النضر أن يقول كلّ نعجة وسخلتها بدرهم فينصب ، اذا أراد لغة من يجرّ لأنه محال أن يقول كلّ سخلتها ، وانما جر لأنه أراد وكلّ سخلة لها ، ورفع ذلك لأن قوله والنضر بمنزلة قوله ونضر ، وينبغي أن يقول : [طويل]
* أيّ فتى هيجاء أنت وجارها*
__________________
(٤٤٨) الشاهد فيه نصبه نصرا نصرا حملا على موضع الاول لانه في موضع نصب كما تقدم ولو رفع حملا على لفظ الاول لجاز لأنه اسم مفرد عطف على الاول عطف البيان الذي يقوم مقام الوصف فجرى مجرى النعت المفرد في جواز الرفع والنصب وقد خولف سيبويه في حمله على هذا التقدير وجعل نصب نصر على المصدر والمعنى انصرني نصرا وكرر للتوكيد والنصر هيهنا بمعنى المعونة قال أبو عبيدة نصر الاول هو نصر بن سيار ونصر الثاني حاجبه فأغرى به أي عليك نصرا.