(١) أزيد أخا ورقاء ان كنت ثائرا |
|
فقد عرضت أحناء حق فخاصم |
لأي شيء لم يجز فيه الرفع كما جاز في الطويل ، قال لأن المنادى اذا وصف بالمضاف فهو بمنزلته اذا كان في موضعه ، ولو جاز هذا لقلت يا أخونا تريد أن تجعله في موضع المفرد وهذا لحن فالمضاف اذا وصف به المنادى فهو بمنزلته اذا ناديته لأنه وصف لمنادى في موضع نصب كما انتصب حيث كان منادى لأنه في موضع نصب ولم يكن فيه ما كان في الطويل لطوله ، وقال الخليل كأنهم لما أضافوا ردّوه الى الأصل كقولك إنّ أمسك قد مضى وقال الخليل وسألته عن يا زيد نفسه ويا تميم كلّكم ويا قيس كلّهم فقال هذا كلّه نصب كقولك يا زيد ذا الجمّة وأما يا تميم أجمعون فأنت فيه بالخيار ان شئت قلت أجمعون وان شئت قلت أجمعين ولا ينتصب على أعنى من قبل أنه محال أن تقول أعنى أجمعين ويدلك على أن أجمعين ينتصب لأنه وصف لمنصوب قول يونس المعنى في الرفع والنصب واحد ، وأما المضاف في الصفة فهو ينبغى له أن لا يكون الا نصبا اذا كان المفرد ينتصب صفته ، قلت أرأيت قول العرب يا أخانا زيدا أقبل ، قال عطفوه على هذا المنصوب فصار نصبا مثله ، وهو الاصل لأنه منصوب في موضع نصب وقال قوم يا أخانا زيد ، وقد زعم يونس أن أبا عمرو كان يقوله ، وهو قول أهل المدينة قال هذا بمنزلة قولنا زيد كما كان قوله يا زيد أخانا بمنزلة يا أخانا فيحمل وصف المضاف اذا كان مفردا بمنزلته اذا كان منادى ويا أخانا زيدا أكثر في كلام العرب لأنهم يردونه الى الأصل حيث أزالوه عن الموضع الذي يكون فيه منادى كما ردّوا ما زيد الا منطلق الى أصله وكما ردّوا أتقول حين جعلوه خبرا الى أصله ، فأما المفرد اذا كان منادى فكلّ العرب ترفعه بغير تنوين ، وذلك لأنه كثر في كلامهم فحذفوه وجعلوه بمنزلة الأصوات نحو حوب وما أشبهه ، وتقول يا زيد زيد الطويل وهو قول أبي عمرو ، وزعم يونس أن رؤبة كان يقول يا زيد زيدا الطويل ، فأما قول أبي عمرو فعلى قولك يا زيد الطويل وتفسيره كتفسيره وقال رؤبة :
__________________
(٤٤٧) الشاهد فيه قوله أخا ورقاء ونصبه جريا على موضع المنادى المفرد لانه مدعو فهو في موضع نصب وورقاء حي من قيس والثائر طالب الدم* يقول ان كنت طالبا لثارك فقد أمكنك ذلك واطلبه وخاصم فيه والأحناء الجوانب واحدها حنو.