أن أي لا يجوز لك فيها أن تقول يا أيّها ذا الجمّة فالأسماء المبهمة توصف بالألف واللام ليس إلا ويفسّر بها ولا توصف بما يوصف به غير المبهمة ولا تفسّر بما يفسّر به غيرها الا عطفا ومثل ذلك قول الشاعر (وهو ابن لوذان السّدوسي). [كامل]
١) يا صاح يا ذا الضامر العنس |
|
والرّحل ذي الأنساع والحلس |
ومثله قول ابن الأبرص الأسدي : [كامل]
(٢) يا ذا المخوّفنا بمقتل شيخه |
|
حجر تمنّى صاحب الأحلام |
ومثله يا ذا الحسن الوجه ، وليس ذا بمنزلة يا ذا ذا الجمّة من قبل أن الضامر العنس والحسن الوجه كقولك هذا يا ذا الضامر يا ذا الحسن وهذا المجرور هيهنا بمنزلة المنصوب اذا قلت يا ذا الحسن الوجه ويا ذا الحسن وجها ، ويدلك على أنه ليس بمنزلة ذي الجمّة أنّ ذا معرفة بالجمّة والضامر والحسن ليس واحد منهما معرفة بما بعده ، ولكن ما بعده تفسير لموضع الضّمور والحسن ، اذا أردت أن لا تبهمهما فكلّ واحد من المواضع من سبب الأول لا يكونان إلا كذلك فاذا قلت الحسن فقد عممت ، واذا قلت الوجه فقد اختصصت شيئا منه ،
__________________
(٤٥٠) الشاهد فيه رفع الضامر وان كان مضافا الى العنس لان اضافته ليست بمحضة وتقديره يا ذا الذي ضمرت عنسه ، والعنس الناقة الشديدة وأصل العنس صخرة في الماء فشبهت الناقة بها لصلابتها وقد خولف سيبويه في انشاده بالرفع وزعم المخالف أن الشاعر قال يا ذا الضامر العنس على اضافة ذا الى ضامر وبدل العنس منه والمعنى يا صاحب العنس الضامر واحتج بقوله بعد هذا* والرحل ذى الاقتاب والحلس* أي صاحب هذه الأشياء فلو كان على ما ذهب اليه سيبويه لم يعطف الرحل وما بعده على العنس لانه لا يقال الضامر الرحل والحجة لسيبويه أن الضامر دال على التغير فكأنه قال يا ذا المتغير العنس والرحل كما قال :
يا ليت زوجك قد غدا |
|
متقلدا سيفا ورمحا |
فأدخل الرمح في التقلد وهو يريد الاعتقال لان معنى التقلد والاعتقال الحمل ، فكأنه قال قد غدا متقلدا سيفا وحاملا رمحا.
(٤٥١) الشاهد فيه حمل المخوفنا على ذا نعتاله لأنه في معنى مفرد مثله وان كان في للفظ مواصولا بمفعوله والقول فيه كالقول في الذي قبله.