المخوف المائل أو يقرب الاسد أو يوطئ الصبيّ ، وان شاء أظهر مع هذه الاشياء ما أضمر من الفعل فقال اضرب زيدا واشتم عمرا ولا توطئ الصبيّ واحذر الجدار ولا تقرب الاسد ، ومنه أيضا قوله الطّريق ان شاء قال خلّ الطريق أو تنحّ عن الطريق ، قال جرير : [بسيط]
(١) خلّ الطريق لمن يبنى المنار به |
|
وابرز ببرزة حيث اضطرّك القدر |
ولا يجوز أن تضمر تنحّ عن الطريق لأن الجار لا يضمر ، وذلك أن المجرور داخل في الجارّ غير منفصل فصار كأنه شي من الاسم لأنه معاقب للتنوين ولكنّك إن أضمرت ما هو في معناه ممّا يصل بغير حرف إضافة كما فعلت فيما مضى.
واعلم أنّه لا يجوز أن تقول زيد وأنت تريد أن تقول ليضرب زيد أو ليضرب زيد اذا كان فاعلا ولا زيدا وأنت تريد ليضرب عمرو زيدا ، ولا يجوز زيد عمرا اذا كنت لا تخاطب زيدا اذا أردت ليضرب زيد عمرا ، وأنت تخاطبني فانما تريد أن ابلغه أنا عنك أنك قد أمرته أن يضرب عمرا وزيد وعمرو غائبان فلا يكون أن تضمر فعل الغائب ، وكذلك لا يجوز زيدا وأنت تريد أن ابلغه أنا عنك أن يضرب زيدا ، لأنك اذا أضمرت فعل الغائب ظنّ السامع الشاهد اذا قلت زيدا لأنك تأمره هو بزيد فكرهو الالتباس هاهنا ككراهيتهم فيما لم يؤخذ من الفعل نحو عليك أن يقولوا عليه زيدا لئلا يشبّه ما لم يؤخذ من أمثلة الفعل بالفعل ، وكرهوا هذا في الالتباس وضعف حين لم تخاطب المأمور كما كره وضعف أن يشبّه عليك ورويد بالفعل ، وهذه حجج سمعت من العرب وممّن يوثق به يزعم أنه سمعها من العرب ، من ذلك قول العرب في مثل من أمثالهم اللهمّ ضبعا وذئبا اذا كان يدعو بذلك على غنم رجل ، واذا سألتهم ما يعنون ، قالوا اللهمّ اجمع أو اجعل فيها ضبعا وذئبا ، كلّهم يفسّر ما ينوى ،
__________________
(٢٠٦) الشاهد فيه اظهار الفعل قبل الطريق والتصريح به ولو أضمر لكان حسنا على ما بينه* يخاطب بهذا عمرو بن لجا التيمى من تيم عدى فيقول تنح عن طريق الفضل والشرف والفخر وخله لمن هو أخق منك به ممن يعمره ويبنى مناره وعلمه ، وابرز الى حيث اضطرك القدر من اللؤم والضعة وبرزة احدى جداته فعيره بها.