(١) بني ثعل لا تنكعوا العنز شربها |
|
بني ثعل من ينكع العنز ظالم |
وزعم أنه لا يحسن في الكلام إن تأتني لأفعلنّ من قبل أنّ لأفعلنّ تجيء مبتدأة ألا ترى أن الرجل يقول لأفعلنّ كذا وكذا ، فلو قلت إن أتيتني لأكرمنّك وإن لم تأتني لأغمّنّك جاز لأنه في معنى لئن أتيتني لأكرمنّك ولئن لم تأتني لأغمّنّك ولا بدّ من هذه اللام مضمرة أو مظهرة لأنها لليمين كأنك قلت والله لئن أتيتني لأكرمنّك فان قلت لئن تفعل لأفعلنّ قبح لأنّ لأفعلنّ على أول الكلام ، وقبح في الكلام أن تعمل إن أو شيء من حروف الجزاء في الأفعال حتى تجزمه في اللفظ ثم لا يكون لها جواب ينجزم بما قبله ، ألا ترى أنك تقول آتيك إن أتيتني ولا تقول آتيك إن تأتني الّا في شعر لأنك أخّرت إن وما عملت فيه ولم تجعل لإن جوابا ينجزم بما قبله ، فهكذا جرى هذا في كلامهم ، ألا ترى أنه قال عزوجل (وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ ،) وقال عزوجل (وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخاسِرِينَ) لمّا كانت إن العاملة لم يحسن الّا أن يكون لها جواب ينجزم بما قبله فهذا الذي يشاكلها في كلامهم اذا عملت ، وقد تقول إن أتيتني آتيك أي آتيك إن أتيتني ، قال زهير :
(٢) وان أتاه خليل يوم مسئلة |
|
يقول لا غائب مالي ولا حرم |
ولا يحسن إن تأتني آتيك من قبل أن هي العاملة ، وقد جاء في الشعر ، قال جرير ابن عبد الله البجلي : [رجز]
__________________
(٦٥٤) الشاهد فيه حذف الفاء ضرورة ، والقول فيه كما تقدم في الذي قبله ومعنى تنكع تمنع والنكوع القصيرة كأنها منعت من الطول والشرب الخط من الماء وثعل حيّ من طيء.
(٦٥٥) الشاهد فيه رفع يقول على نية التقديم والتقدير يقول ان أتاه خليل وجاز هذا لأن إن غير عاملة في اللفظ والمبرد يقدره على حذف الفاء ، يقول هذا لهرم بن سنان المرى والخليل المحتاج ذو الخلة ، والحرم بمعنى الحرام أي اذا سئل لم يعتلّ بغيبة مال ولا حرمه على سائليه.